يوم اعترفت سوريا بلبنان

اعترفت سوريا بلبنان يوم زار وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني قصر بسترس وناقش مع وزير خارجية لبنان يوسف رجي مسائل مشتركة، ولأول مرة منذ خمسين سنة لم يعمل معالي الوزير برمة العروس بزيارة الرؤساء الثلاثة أو استدعاء اثنين منهما إلى قصر بعبدا لإجبارهم على التعايش القسري. يوم الجمعة اعترفت سوريا بلبنان!
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
هل شاهد اللبنانيون في السنوات الخمسين الماضية وزير خارجية سوري يجري محادثات مع وزير خارجية لبناني في قصر بسترس؟
كلبناني منذ أكثر من نصف قرن لا أذكر أنّ مثل هذا الأمر حدث قبل العاشر من شهر تشرين الأول الحالي.
استحلى فارس بويز أن يكلّف فاروق الشرع خاطره مرة ويشرب فنجان قهوة في وزارة الخارجية التي تولاها بويز لستة أعوام.
اعتاد عبد الحليم خدام لقاء الرؤساء الثلاثة الياس الهراوي ونبيه بري ورفيق الحريري في بعبدا. وفي أغلب الأحيان كان يأتي لمصالحة إثنين مع ثالث. لم ينتبه مرة لوجود وزير خارجية في البلد الشقيق منذ آخر الثمانينات. فالسياسة الخارجية اللبنانية كانت تُصنع في الشام، مثل البرازق.
أسوة بسلفه أبو الفوارس، لم يحظَ الوزير محمود حمود بشرف استضافة الشرع بل وقف ذات يوم “مسبوعاً” مرتبكاً إلى جانبه يستمع إلى تصريح فظ يتعلق بلبنان.
فوزي صلّوخ أتذكرونه؟ يا مسكين يا فوزي. رجل مهذب اعتاد التصرف مثل الولد مع خالته سواء كان اسم الخالة فاروق أو وليد.
علي الشامي وعدنان منصور نسختان طبق الأصل عن فوزي في التعامل الديبلوماسي مع سوريا. تلميذان مطيعان في حضرة المعلّم بالكاد يتنفسّان من منخار واحد. حضور المعلم يقطع النفس.
“طهبج” وزراء خارجية النظام السوري على نظرائهم اللبنانيين. فتحولوا، بمعظمهم، إلى دمى وأدوات طيّعة مطيعة صاغرة فاتحة افواهها من فرط الدهشة. وكيف لوزير خارجية لبناني أن يتفرد بموقف متمايز عن موقف زميله السوري، أو أن يتحدث في المحافل الدولية عن سياسة خارجية مستقلّة في زمن كان “كبار القوم”، من رتبة وزير خارجية وما فوق يدارون خاطر والي عنجر ويتملقونه ويهابونه وتصطك ركابهم إن أصيب بعارض غضب. سواء كان اسمه غازي أو رستم. الإثنان متساويان في الرثاثة والعنجهية، فيما يزعم بعض السياسيين أنّ كفاءة كنعان تتقدم على كفاءة خليفته. مات الإثنان ميتتين بشعتين.
مع تعيين علي عبد الكريم علي سفيراً لسوريا في بيروت، وطوال 13 عامًا لم يتغيّر شيء في التعامل الدبلوماسي بين البلدين. قيل إنّ تعيين علي، الطافح وجهه بالغباوة والصحة، اعتراف باستقلال لبنان. حكي فاضي. اعترفت سوريا بلبنان يوم زار وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني قصر بسترس وناقش مع وزير خارجية لبنان يوسف رجي مسائل مشتركة، ولأول مرة منذ خمسين سنة لم يعمل معالي الوزير برمة العروس بزيارة الرؤساء الثلاثة أو استدعاء اثنين منهما إلى قصر بعبدا لإجبارهم على التعايش القسري. يوم الجمعة اعترفت سوريا بلبنان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() بيرم وجونيور يهدّدان نتنياهو | ![]() تحدّي الروشة | ![]() مفاجأة نعيم قاسم |