خطاب باسيل الانتخابي: عصفوران بحجر


خاص 13 تشرين الأول, 2025

اختار باسيل أن يكون عنوان انتخاباته الهجوم على فريقٍ مسيحي ونبش قبور الماضي كالعادة. حتى في ١٣ تشرين، لم يعد الخصم سوريا وحافظ الأسد ثمّ نجله بشار، بل “الخصم المسيحي”

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

يستعدّ جبران باسيل، أكثر من أيّ فريقٍ آخر، للانتخابات النيابيّة. زيارات وجولات ولقاءات و”تفقيس” صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتغييرات في استديوهات OTV، وإحياء ذكرى ١٣ تشرين الأول كما لو أنّها الأولى…

مع ما سبق كلّه، بل وقبل ذلك كلّه، اختار باسيل أن يكون عنوان انتخاباته الهجوم على فريقٍ مسيحي و، كالعادة، نبش قبور الماضي. حتى في ١٣ تشرين، لم يعد الخصم سوريا وحافظ الأسد، ثمّ نجله بشار الذي أصبح حليف ميشال عون وجبران باسيل، بل “الخصم المسيحي” الذي بات المسؤول، بالنسبة إلى “الجنرال” والصهر، عن اقتحام قصر بعبدا واستشهاد العسكريّين وفرار عون إلى السفارة الفرنسيّة، في تزويرٍ للتاريخ والكثير من الشهادات وأهمّها لضبّاطٍ كانوا من المقرّبين من عون.

يريد باسيل، من خلال خطابه المعتمد، أن يضرب عصفورين بحجرٍ واحدٍ:
الحجر الأول، تحديد خصمٍ لجمهوره، بهدف شدّ العصب، إذ أنّ “القوات” هو الحزب الوحيد الذي يمكن منحه هذه الصفة، بعد أن عقد باسيل طيلة السنوات الماضية تحالفات متناقضة شملت أحزاباً طائفيّة وعلمانيّة وبيوتاً سياسيّة كان باسيل، وقبله عون، يتّهمانها بالفساد.

كما أنّ جمهور “التيّار” مهيّأ أصلاً لمهاجمة “القوات” وجاهز لنبش القبور، متناسياً أنّه عقد ذات يوم مصالحة مسيحيّة، لغاياتٍ رئاسيّة كما تبيّن لاحقاً.

الحجر الثاني، هو أنّ باسيل، يوجّه رسالةً الى حزب الله يقول فيها إنّ الحاجة إليه دائمة مسيحيّاً إذ يشكّل نقيضاً لسمير جعجع، وهي وسيلة قد تقود، من جديد، إلى التحالف بين باسيل والحزب الذي يرفض تسليم سلاحه بعد أن أدخل البلد في حربٍ مدمّرة.

فباسيل، على الرغم من مواقفه المتمايزة عن حزب الله، إرضاءً لـ “الجوّ المسيحي”، يريد أن يكسب “عالطالع والنازل” فيبتعد عن “الحزب” من جهة ويهاجم جعجع من جهةٍ أخرى، وحين يحين أوان الانتخابات يعود ليتحالف مع حزب الله كي لا يخسر أربعة نوّابٍ، على الأقل، فازوا بفضل الأصوات الشيعيّة.

يحصل ذلك كلّه، من دون أن يأبه باسيل، وخصوصاً عون، لشرذمة المسيحيّين وانقسامهم وعدم خروج بعضهم، حتى الآن، من الحرب وآلامها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us