الياس الزغبي لـ”هنا لبنان”: موقف الرئيس عون متقدّم ويلتقط اللحظة السياسية نحو السلام

خاص 14 تشرين الأول, 2025

قال الصحافي إلياس الزغبي، في حديثٍ لـ”هنا لبنان”، إنّ “موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون جاء متقدمًا بعد تردّد الدولة اللبنانية لفترة طويلة استغرقَت أشهرًا قبل أن تدرك مسار السلام في المنطقة بعد تغيير موازين القوى فيها بعد الأحداث الثلاثة، وهي: حرب غزّة، حرب الإسناد من حزب الله، وسقوط نظام بشار الأسد، إضافةً إلى حرب الـ12 يومًا التي شنّتها إسرائيل بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأميركية ضدّ إيران”.

وأضاف الزغبي أنّه “كان لا بدّ أن يصدر هذا الموقف المتقدّم من رئيس الجمهورية بعدما لمس أنّ المنطقة باتت في اتجاهٍ غير مرتدّ نحو التسويات الكبرى، وليس فقط تسوية قطاع غزّة، فالمنطقة برمّتها تتّجه بشكل حثيث إلى تسويات سياسية واقتصادية، وهذا ما أدركه لبنان من خلال قمّة السلام في شرم الشيخ”.

وتابع مؤكدًا أنّ “الرئيس عون أدرك أنّ لبنان لا يستطيع البقاء في المنطقة الرمادية من دون أن يُسارع إلى الالتحاق بركب السلام المنطلق بسرعة، كما أنّ لبنان لا يستطيع أن يعزل نفسه كما فعلت إيران، وتاليًا حزب الله”.

وشدّد الزغبي على أنه “لا يجب أن نغفل عن الحقيقة الدستورية في لبنان، وهي أن رئيس الجمهورية يتمتّع بصلاحية المفاوضة وإبرام الاتفاقات والمعاهدات بالتنسيق مع رئيس الحكومة وإطلاع مجلس النواب لاحقًا على نتائج هذه المفاوضات، لذلك بادر الرئيس عون إلى التقاط اللحظة السياسية المميّزة في المنطقة وأعلن أنّ لبنان يستعد للتفاوض بحسب الأصول كي ينقذ نفسه ويندرج في سياق المساعي والحلول والتسويات الجارية في منطقة الشرق الأوسط”.

وأشار الزغبي إلى أنّه “من المنتظر أن تعكف الدولة اللبنانية بقيادة الرئاستَيْن الأولى والثالثة على إقناع الرافضين للحلول في المنطقة بالانضمام إلى مسار الدولة في التحضير للمفاوضات القانونية مع إسرائيل، بغضّ النظر عن الخلفيّات المتشنّجة التي لا يزال حزب الله يتمسّك بها ويُجبر رئيس المجلس نبيه بري على التزامها أيضًا تحت التوتّر الإيراني الكبير”.

وختم الزغبي مؤكّدًا أنّ “الرئيسَيْن عون وسلام باتا يُمسكان بورقة ذهبية للضغط على الثنائي بري – حزب الله كي يقبلا بمسار التفاوض على خلفيّة القرار المحوري بحصر السلاح، فما كان مقبولًا في صيف 2022 لدى حزب الله والرئيس بري، أي التفاوض مع إسرائيل للترسيم البحري، يجب ألّا يكون مرفوضًا الآن لإنقاذ لبنان وتحرير أرضه في الجنوب والدخول في مرحلة الانتعاش الاقتصادي والسياسي، تحت الرعاية الدولية التي يتصدّرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إشارته البليغة من الكنيست الإسرائيلي إلى دعم الرئيس اللبناني في نزع سلاح حزب الله والإشادة بالدور الإيجابي للدولة اللبنانية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us