لبنان رهن القرار الإيراني بلبننة حزب الله… ومخاوف من تجدد سيناريو الحرب!


خاص 15 تشرين الأول, 2025

في حال اتخاذ قرار إيراني بلبننة حزب الله، فإنّ انقسامًا وانشقاقًا كبيرًا قد يحصل داخل الحزب، وهو ما بدأ الحديث عنه حول خلافات تتفاقم بين قيادات الحزب، لا سيما بعد اغتيال قياداته.

كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:

لن تكفي اجتماعات شرم الشيخ لعشرين دولة كبرى وتوقيع اتفاق ترامب للسلام وصور لقاءات الزّعماء العرب والأجانب في صدّ ووقف الغارات الإسرائيلية على لبنان، إذ إنّ القرار متّخذ باستمرار ضرب المحور الإيراني أو ما تبقّى منه في كلّ من لبنان والعراق واليمن واقتلاع النفوذ الإيراني في المنطقة.

ووسط مخاوف لبنان واللبنانيين من ضربة إسرائيلية محتملة بات الحديث عنها متقدمًا، فإنّ إسرائيل لن يردعها أي شيء عن استكمال خططها من أجل تدمير حزب الله في لبنان وضرب نفوذ طهران، وضربة المصيلح الأخيرة والتي كانت رسالة مباشرة للثنائي الشيعي خير شاهد على ما ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة في حال لم تنفّذ الدولة اللبنانية ما تعهّدت به حيال نزع السلاح وحصره بيد الدولة، وهو ما أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمته في الكنيست الإسرائيلي أن الولايات المتحدة تدعم وتؤيد الرئيس اللبناني جوزاف عون في مساعيه لنزع السلاح وحصره بيد الدولة، وهي رسالة واضحة ألّا دعم دولي للاستقرار وإعادة الإعمار أو وقفٍ للضربات الإسرائيلية إلّا بعد تنفيذ هذا الأمر من قبل الجيش اللبناني وبعد اتخاذ القرار السياسي بشأنه وبدء تنفيذ خطة الجيش.

إلّا أنّ عناد حزب الله ومواقفه العالية السقف بشأن عدم تسليم سلاحه، بحسب مصادر سياسية لموقع “هنا لبنان”، قد تُضَيِّعُ فرصة الهدوء والاستقرار في لبنان بعد الجهود السياسية التي تقوم بها الدولة اللبنانية، وقد تجعله ساحةً مفتوحةً لإسرائيل لمواصلة ضرباتها التي لن توفّر في مرحلة لاحقة، بعد استهداف عناصر حزب الله ومواقعه العسكرية وأنفاقه، مناطق حساسة في لبنان ومنشآت حيوية كالكهرباء والمياه والمطار وغيرها، وستؤدي إلى الدمار، والأمر الأخطر هو “التهجير”.

وكشفت المصادر أنّ إسرائيل ستقوم بضربة عسكرية كبيرة من أجل تدمير حزب الله المسلّح وإنهاء المهمة التي بدأت بعد وقف الحرب في غزّة ونقل قواتها إلى شمال إسرائيل عند الحدود مع جنوب لبنان.

وبحسب المصادر، فإنّ مسألة عدم التصعيد باتجاه لبنان تعتمد على القرار الإيراني، إذ إنّ إيران تأخذ لبنان كرهينة، وحزب الله كورقة تفاوض لا تزال الأقوى بيدها في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني، وعدم شمول الأسرى اللبنانيين ضمن صفقة التبادل بين غزّة وإسرائيل خير دليل على أنّ هذا الأمر لو حصل، فإنّه يؤكد نجاح وحدة الساحات المدعومة من إيران، وهو ما لن تقبل به إسرائيل وأميركا، ولذلك سيبقى رهن التفاوض حول صفقة جديدة بين لبنان وإسرائيل.

وتشير المصادر إلى أنّ الخلاص من ذلك، وما سيُنهي مواصلة التصعيد الإسرائيلي، هو الضغط الأميركي على إسرائيل أولًا، وتنفيذ لبنان لنزع السلاح ثانيًا، والصلاة لله بأن يُهدي الإيرانيين إلى دعوة حزب الله إلى خيار اللّبننة ودخوله في المعترك السياسي والتخلّي عن العمل العسكري المقاوم.

إلّا أنّ المعلومات، وفق المصادر، تُشير إلى أنّه في حال اتخاذ قرار إيراني بلبننة حزب الله، فإنّ انقسامًا وانشقاقًا كبيرًا قد يحصل داخل حزب الله، وهو ما بدأ الحديث عنه حول خلافات تتفاقم بين قيادات الحزب، لا سيما بعد اغتيال قياداته، وأنّ هناك تيارَيْن متواجهَيْن: الأول يدعو إلى التعقّل والعمل السياسي، وهو ما يريده بعض من يعتبرون الحمائم في الحزب ومن بينهم نواب، والموجة الجديدة من الصقور، وأبرزهم منسّق وحدة الأمن والارتباط وفيق صفا، والذين يفضّلون العمل الأمني والمقاومة العسكرية ويعملون على تثبيتها في بيئة الحزب التي تتباين أيضًا في بعض المواقف، وهو ما ظهر جليًا في الاستعراضات الأخيرة من صخرة الروشة وصولًا إلى المدينة الرياضية وما سيتبعها.

إذن، شروط ثلاثة قد تبدو تعجيزيةً في الوقت الراهن مع التغيّرات الجذرية في منطقة الشرق الأوسط، لكنّها قد تكون فاعلة في حال عادت المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين حول الملف النووي الإيراني بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران إلى الحوار واستعداد أميركا لاتفاق سلام معها، وبحسب المعلومات فإن مفاوضات سرية عبر وسطاء بدأت بين الجانبَيْن في مسقط، وقد تفتح الطريق مجدّدًا لإيجاد حلولٍ لهذه الأزمة الكبرى الصعبة ويُكسب إيران وقتًا إضافيًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us