غارات تل أبيب وفعالية “الميكانيزم”


خاص 24 تشرين الأول, 2025

لو أنّ الأمر يعود للمستوى السياسي الرسمي في لبنان لكان لبنان ذهب إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، ولكن “الحزب” ما زال يأخذ الدولة رهينة بقرارها، وكذلك بيئته فيبقيها رهينة لسلاح لم يعد له من دور سوى منع إعادة الإعمار والتمهيد لجولة جديدة من الحروب المدمرة

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل وفرض مع حزب الله هذا القرار على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة مجتمعة، بحجة أنّ اجتماعات “الميكانيزم” التي تجري والوفود كلها في غرفة واحدة تشكل الوسيلة الوحيدة للتفاوض ومعالجة القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل فهل فعلاً ستتمكن “الميكانيزم” من إيجاد الحلول وضمان الإستقرار؟

في الوقت الذي كان فيه المسؤول الأميركي في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار جوزف كليرفيلد يجول على المسؤولين اللبنانيين يوم الخميس كانت إسرائيل تواصل غاراتها على مواقع لحزب الله في البقاع الشمالي في رسالة واضحة للميكانيزم والمسؤولين اللبنانيين ولحزب الله أنها تتمتع بحرية الحركة في لبنان وأنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء نفسه وهي تلقى الدعم الواضح في ذلك من الولايات المتحدة الأميركية التي تريد نزع سلاح حزب الله قبل تقديم أي ضمانات بالمساعدة الفعلية لحل المشاكل مع إسرائيل.

وقالت المعلومات إنّ واشنطن ليست مطمئنة لاستمرار تصريحات حزب الله الرافضة لتسليم السلاح، وعلى الرغم من الإشادة الأميركية بما يقوم به الجيش في جنوب الليطاني، فإنّ هناك خشية من أنّ تخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي عن الحزب سيجعل منه متفلّتاً من أيّ ضوابط تتعلق بوضعه العسكري والأمني وسيفرض إيقاعه على الجيش اللبناني إلّا إذا قررت الدولة اللبنانية مواجهته وهو قرار ليس متّخذاً بعد وربما يكون وارداً في ذهن السلطات اللبنانية إذا أوقفت إسرائيل هجماتها وأفسحت في المجال أمام إعادة الإعمار عندها لن يكون لدى الحزب أيّ مبرر للإلتزام بالقرارات الحكومية تحت طائلة العصيان والتمرد.

في الوقائع التي تبلغها الجانب اللبناني أيضاً أنّ مسار “الميكانيزم” حالياً لا يشكل المسار الذي ترغب به الولايات المتحدة الأميركية للتفاوض بين لبنان وإسرائيل، فواشنطن وتل أبيب ترغبان بمسار سياسي لهذه المفاوضات يفضي إلى اتفاق أبعد من اتفاقية الهدنة وهذا لن يتحقق في “الميكانيزم” بصيغتها الحالية، ولذلك يجري الحديث عن إمكان رفد وفود الجهات المشاركة ولا سيما اللبناني والإسرائيلي بدبلوماسيين ومسؤولين سياسيين في الدولتين ما يضفي على الإجتماعات طابعاً يتجاوز الطابع التقني إلى الطابع السياسي المحض.

في الخلاصة لو أنّ الأمر يعود للمستوى السياسي الرسمي في لبنان ولا سيما على صعيد السلطة التنفيذية لكان لبنان ذهب إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، ولكن حزب الله ما زال يأخذ الدولة رهينة بقرارها، وكذلك بيئته فيبقيها رهينة لسلاح لم يعد له من دور سوى منع إعادة الإعمار والتمهيد لجولة جديدة من الحروب المدمرة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us