تحركات دبلوماسية مكثفة تنذر بمرحلة حسّاسة… وتحذيرات من “زلزال أمني” مقبل!


خاص 29 تشرين الأول, 2025

لبنان اليوم تحت مراقبة دولية وعربية وخليجية، مع تحذيرات من أنّ أي تراجع أو تردّد في اتخاذ قرارات حاسمة قد يُدخل البلاد في مرحلة الفوضى.

كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:

في تحليلٍ للمشهد السياسي والدبلوماسي، يرى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، في حديث لـ”هنا لبنان”، أنّ “زحمة” الموفدين الأميركيين والعرب إلى لبنان، وصولًا إلى زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، لا تحمل مجرّد رسائل تقليدية بل تحمل تحذيراتٍ قاسيةً، مشيرًا إلى أنّ الجميع ينقل رسائل تؤكد أنّ إسرائيل بصدد القيام باستهدافات واسعة النطاق على لبنان، ما سيكون بمثابة “زلزال مدمر”.
ووفقًا لما استقاه العريضي من معلومات، يبدو أنّ لبنان أمام “فرصة ذهبية” لالتقاط أنفاسه، وهي تتمثّل في الدفع بخطة الجيش اللبناني نحو الأمام لتحقيق حصرية السلاح وإنهاء واقع “الدولتَيْن” في لبنان، أي أنّ يكون هناك دولة واحدة وجيش واحد لا أكثر.

إشارات تحذيرية مُبكرة

زيارة مدير المخابرات المصرية، وفقًا للعريضي، هي تأكيد على أنّ مصر تملك معلومات استخباراتية تشير إلى نيّة إسرائيل في التصعيد العسكري ضد لبنان.

ويذكّر العريضي بأنّ الاستخبارات المصرية تاريخيًا، ولا سيما في حقبة الستينيات والسبعينيات وصولًا إلى منتصف الثمانينيّات، كان لديها دور كبير على الساحة اللبنانية لما فيه مصلحة للبنان، وكانت المخابرات المصرية تُعلم المسؤولين اللبنانيين بما يُخطّط لهذا البلد من تصفيات واغتيالات وحروب، وكانت تُحذّرهم وكانت الوقائع تحصل وفق التقارير التي ترفعها.

ويعتبر العريضي أنّ مدير المخابرات المصري، الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاء إلى بيروت حاملًا معلومات حاسمة تم جمعها من أكثر من جهاز استخباراتي، موضحًا أنّ الرسالة واضحة: على حزب الله الالتزام بخطة الجيش وحصرية السلاح، لأنّ إسرائيل قد تقوم بأي تصعيد في أي وقت، مدعومةً بغطاء دولي، وتحديدًا أميركي غير مسبوق.

الملفّ بعهدة السفير الأميركي الجديد

ووفق معلومات العريضي، فإنّ الموفد الأميركي توم باراك سيُحال إلى التقاعد وتكون الزيارة المقبلة الأخيرة له إلى بيروت، فيما يصبح الملف تحت إشراف السفير الأميركي الجديد في لبنان، ميشال عيسى، الذي له باع طويل في الملف اللبناني، أي أنه على بيّنة بكل تفاصيله.

ولفت إلى أن عيسى حازم وحاسم ولا يقبل بحلول جزئية، وسيكون له دور مؤثر في إطار التفاوض المباشر وغير المباشر الذي طرحته الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والتي كانت قد التقت عددًا من المسؤولين اللبنانيين في لقاءاتٍ غير رسمية، محذّرةً إياهم من مغبة التلكؤ في تنفيذ القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، ومؤكدةً على ضرورة السير بالمفاوضات المباشرة وغير المباشرة.

التفاوض مع إسرائيل

ويعتقد العريضي أنّ الولايات المتحدة الأميركية قد تتجه إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل حول لبنان، بما قد يفضي إلى نتائج تؤدّي إلى تفعيل اتفاق الهدنة أو إعلان حياد فعلي للبنان، بمعنى “صفر حروب”، مشيرًا إلى أنّ لبنان قد يجد نفسه في مفترق طرق في ظلّ الظروف الحالية، حيث يجب عليه اتخاذ موقف حاسم إزاء الأطراف السياسية الداخلية التي قد تظلّ تعرقل محاولات بناء الدولة.

مرحلة جديدة للبنان

وفي هذا السياق، نقل العريضي عن النائب أشرف ريفي قوله إنّ “حزب الله انتهى وإيران انتهت، وعليهم الاعتراف بالهزيمة والخروج من حالة الإنكار، لأنّ الأمور تبدّلت وتغيّرت وثمّة تحوّلات كبيرة مقبلة على لبنان ومن يعرف يرى”.

وفي سياقٍ آخر، يخلص العريضي إلى القول: “معلوماتي تشير إلى أنّ لبنان أمام محطات مفصلية وتاريخية، خصوصًا على صعيد المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل، والجميع يدرك خصوصيّته بأنّه لا يمكنه أن يدخل المفاوضات المباشرة لجملة اعتبارات طائفية ومذهبية وكي لا يحصل انفجار أو خلاف داخلي، لكنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ولأول مرة دخل في عملية التأكيد على أنّ لبنان جاهز للمفاوضات وقد يكون ذلك ضمن المبادرة العربية للسلام الشامل والعادل”.

لبنان تحت المراقبة

يرى العريضي أنّ لبنان اليوم تحت مراقبة دولية وعربية وخليجية، مع تحذيرات من أنّ أي تراجع أو تردّد في اتخاذ قرارات حاسمة قد يُدخل البلاد في مرحلة الفوضى.

وفي هذا السياق، يقول العريضي إنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمةً في تحديد مسارات الأمور، خصوصًا على صعيد المفاوضات مع إسرائيل، ما يفتح الباب أمام تحدّيات جديدة قد تواكب أي تصعيد إسرائيلي محتمل.

فرصة أخيرة للبنان؟

يختم العريضي بتأكيد ضرورة أن يستغل لبنان “فرصته الذهبية” الحالية، عبر اتخاذ خطوات حاسمة نحو بناء الدولة والالتزام بالخطة العسكرية التي تضمن الحفاظ على لبنان وأمنه، لأنّ هناك قرار سياسي كبير لبناني ودولي، والجميع إلى جانب الجيش والدولة ومؤسّساتها، إنّما علينا الالتزام ببناء الدولة والمؤسّسات والإصلاح، والأهم هو أن يكون هناك جيش لبناني واحد، لا جيش على ضفاف هذا الجيش.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us