الكلاب الشاردة تفرض الرعب في “حارة الناعمة”… والمنازل لم تعد آمنة!


خاص 30 تشرين الأول, 2025

تؤكّد الدراسات أنّ المناطق التي تعاني من انتشار الكلاب الشاردة من دون تدخل رسمي غالبًا ما تشهد ارتفاعًا في الإصابات وحوادث العضّات، بالإضافة إلى الضغط النفسي على السكان نتيجة الخوف المستمرّ من التعرّض لهجوم أو حادث مروري.

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

تشهد حارة الناعمة حالةً من القلق والخوف بين سكانها بسبب انتشار الكلاب الشاردة التي تجوب الشوارع والأزقّة والأبنية، وتقتحم البيوت أحيانًا، ما جعل الحياة اليومية للأطفال وكبار السنّ محفوفة بالمخاطر. هذه الظاهرة لم تعد مجرّد مصدر إزعاج، بل أصبحت تهديدًا مباشرًا للحياة والممتلكات، وهو ما يزيد شعور الأهالي بعدم الأمان في المنطقة.

الحياة اليومية تحت تهديد الكلاب

محمد، أحد سكان حارة الناعمة، يروي تجربةً مرعبةً حدثت قبل أيام: “اقتحمت مجموعة من الكلاب بيت جاري في المساء. الأطفال كانوا يلعبون في الداخل وبدأوا يصرخون خوفًا. لا أحد منّا يعرف كيف يحمي نفسه أو أطفاله. كلّ يوم نرى الكلاب تنتشر في الشوارع والأزقة، وبعضها شديد العدوانية”.
سكان آخرون أكدوا أنّ هذه الظاهرة تسبّبت في شلّ حركة الأطفال خارج المنازل، حيث أصبح اللعب في الشوارع خطرًا حقيقيًا، فيما اضطرّ بعض الأهالي إلى إغلاق الأبواب والنوافذ طوال اليوم لتجنّب الحوادث.

من جهتها، تقول ليلى، أم لثلاثة أطفال: “أنا خائفة على أطفالي. لا أستطيع السماح لهم باللعب في الخارج ولا حتى الذهاب إلى الدكّان، حتى إنّهم أصبحوا يخافون من الذهاب إلى المدرسة كي لا تعترض الكلاب طرقهم… كنّا نأمل أن تتدخّل البلدية، لكن عملها معلّق، ولا أحد يجيب على مناشداتنا”.

غياب أي جهة رسمية للتدخل

ويشير الأهالي إلى أنّ حارة الناعمة لا تتبع أي بلدية رسمية، وأنّ عمل البلدية في المنطقة ما زال معلّقًا بعد أن تمّ فصلها عن بلدية الناعمة، ما جعل المشكلة بلا حل واضح.

ويقول أحد السكان: “حاولنا التواصل مع الجهات المختصة، لكنّنا لم نحصل على أي استجابة. نحن الآن وحدنا في مواجهة هذه الكلاب”.

وبسبب هذا الغياب الرسمي، اضطرّ الأهالي للبحث عن حلولٍ فرديةٍ موقتةٍ، مثل وضع السياج، وطرد الكلاب بأنفسهم، أو حتى التنسيق فيما بينهم لمحاولة تقليل انتشارها. وعلى الرغم من هذه الجهود، يُشير السكان إلى أنّ كلّ ذلك لم يكن كافيًا لاحتواء الظاهرة أو ضمان سلامتهم.

وفي الوقت نفسه، ينشط بعض الأهالي لتشكيل مجموعاتٍ تطوّعيةٍ لمحاولة السيطرة على الكلاب الشاردة، من خلال التنسيق لجمعها ونقلها إلى أماكن آمنة أو التواصل مع جمعيات الرفق بالحيوان، لكن من دون نتائج ملموسة بسبب ضعف الإمكانات وعدم وجود دعم رسمي.

ويؤكد بعض الأهالي أنّ الجهود الفردية لا تكفي، وأنّهم بحاجة إلى تدخّل رسمي عاجل لتوفير بيئة آمنة للأطفال وكبار السنّ، خاصةً أنّ الوضع يزداد سوءًا مع تزايد أعداد الكلاب الشاردة في الأحياء والأزقّة الصغيرة.

تحذيرات صحية وأمنية

وفي الإطار نفسه، يُحذّر المُتخصّصون في الصحة العامة من المخاطر الناجمة عن انتشار الكلاب الشاردة، فهم يؤكدون أنّ هذه الكلاب قد تنقل أمراضًا جلديةً وعضليةً، كما يمكن أن تكون مصدرًا للعضات العدوانية التي تتطلّب علاجًا طبيًا عاجلًا. إضافة إلى ذلك، فإنّ خروج الكلاب المفاجئ إلى الطرق يزيد من احتمالية وقوع حوادث مرورية، ما يعرض السكان والمارّة لخطر الإصابات.

وتؤكّد الدراسات أنّ المناطق التي تعاني من انتشار الكلاب الشاردة من دون تدخل رسمي غالبًا ما تشهد ارتفاعًا في الإصابات وحوادث العضّات، بالإضافة إلى الضغط النفسي على السكان نتيجة الخوف المستمرّ من التعرّض لهجوم أو حادث مروري.

في ظلّ غياب أي جهة رسمية وتعليق عمل البلدية، يظلّ سكان حارة الناعمة مضطرّين للتعايش مع هذه المشكلة يوميًا، وسط شعور بالقلق والخوف المستمرّ. ويُطالب الأهالي الجهات المعنية والجمعيات بالتدخل الفوري قبل أن تتحوّل هذه الظاهرة إلى كارثة حقيقية، إذ أصبح الوضع لا يحتمل التأجيل أكثر من ذلك.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us