ماذا ينتظر الذهب بعد الانخفاض الحاد؟.. المستثمرون على أعصابهم!


خاص 31 تشرين الأول, 2025

التهافت الكبير على شراء وبيع الذهب يعكس حالة من القلق والتوجس، لكن السؤال يبقى: هل سيستمر الذهب في الانخفاض بهذا الشكل، أم أنّ هذه التحركات مجرد تقلبات عابرة قبل أن يعود للارتفاع مجدداً؟

كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:

يشهد الذهب اليوم تقلبات غير مسبوقة، بين موجات ارتفاع مفاجئة وانخفاضات حادة تثير التساؤل حول دوره كملاذ آمن للمستثمرين. التهافت الكبير على الشراء والبيع يعكس حالة من القلق والتوجس، لكن السؤال يبقى: هل سيستمر الذهب في الانخفاض بهذا الشكل، أم أنّ هذه التحركات مجرد تقلبات عابرة قبل أن يعود للارتفاع مجدداً؟ الأسواق تترقب الإجابة، في وقت يبقى فيه الذهب محور اهتمام كل من يسعى لحماية أمواله أو تحقيق أرباح سريعة.

وفي حديث مع ميشال صليبي، المحلل في الأسواق المالية والأستاذ الجامعي، أشار إلى أنّ تحليل أسعار الذهب يتطلب النظر إلى الصورة الكاملة والاطلاع على المؤشرات الاقتصادية الكلية. وأوضح أنّ العوامل التي دفعت الذهب للارتفاع منذ بداية عام 2025 بنحو 60% تقريبًا، لا تقتصر على التوترات الجيوسياسية أو المناوشات المتعلقة بسياسات التحوط للدول، بل تشمل أيضًا السياسات الاقتصادية والمالية للمصارف المركزية، والوضع الاقتصادي الأميركي المقلق للمستثمرين، سواء من ناحية الدين العام أو السياسة النقدية غير القادرة على السيطرة على التضخم، إلى جانب تباطؤ نمو الاقتصاد.

وأضاف صليبي أنّ الحروب ورغبة المستثمرين في تنويع محافظهم المالية، ما أدى إلى تراجع الثقة في الدولار، هي عوامل مستمرة تدعم ارتفاع الذهب. ورغم بعض التقلبات قصيرة المدى، فإنّ العوامل الأساسية لا تزال موجودة، ما يجعل من المتوقع استمرار الزخم الإيجابي للذهب على المدى الطويل.

وتابع صليبي، الرسالة الأساسية التي يجب أن يفهمها المستثمر تتلخص في الهدف من شراء الذهب: هل هو استثمار طويل الأجل لحفظ قيمة الأموال كجزء من المحفظة، أم هو استثمار قصير الأجل بغرض تحقيق أرباح سريعة؟

وأشار إلى أنه في حال كان المستثمر يهدف للاستثمار طويل الأجل، فإنّ الحفاظ على نسبة مقبولة من الذهب، تصل إلى حوالي 25% من المحفظة، يُعد جزءًا من استراتيجية علمية للحفاظ على قيمة الأموال. وأضاف صليبي أنّ هذا لا يعني غياب التقلبات في الأسعار خلال الفترة المقبلة، وأنّ المستثمر قصير الأجل قد يتضرر في ظل حالة عدم اليقين.

وأوضح أنّ إدارة رأس المال والمخاطر أمر بالغ الأهمية، مؤكّدًا أنّ الانجراف وراء موجة شراء الذهب بشكل عشوائي قد يؤدي إلى خسائر مالية غير مبررة.

بحسب صليبي، المتداول يستفيد من تقلبات السوق، لكن إدارة رأس المال والصفقات تبقى أساسية لتجنب الخسائر. في أسواق الذهب، من المهم أن يكون المتداول واعياً لكيفية الشراء وأسباب كل مضاربة، خصوصاً بعد الانخفاضات الحادة التي شهدها الذهب مؤخراً، والتي قد تتكرر قبل أن يعود للارتفاع، ما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة إذا لم تتم إدارة المخاطر بشكل صحيح. لذلك، يشدد على أنّ وضع خطة واضحة لكل صفقة أو عملية شراء خطوة ضرورية لحماية رأس المال وضمان استثمار آمن.

وأشار صليبي إلى أنّ المستثمر طويل الأمد يحتاج إلى استراتيجية منظمة، بحيث يقوم كل شهر أو كل ثلاثة أشهر بعملية شراء للذهب أو الفضة أو غيرها من الأصول. وتساعد هذه الطريقة على متابعة تحركات الأسعار في جميع الاتجاهات، دون الانجرار وراء توقيت محدد للشراء، فالوقت المناسب اليوم قد لا يكون مناسباً غداً. الهدف الأساسي يبقى الاستثمار على المدى الطويل، مع توزيع المبالغ على مراحل بدل استثمار كل رأس المال دفعة واحدة، وهي استراتيجية تعرف باسم متوسط تكلفة الدولار (Dollar-Cost Averaging).

وختم صليبي حديثه بالتأكيد على أنّ الفترة القادمة قد تشهد ارتفاعاً أكبر وأقوى لأسعار الذهب، مع المزيد من التقلبات حسب المعطيات الأسبوعية أو التصريحات الرسمية، خصوصاً تلك الصادرة عن الولايات المتحدة، الصين، روسيا، أو الاحتياطي الفدرالي الأميركي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us