سجال تحالفات وانتخابات


خاص 31 تشرين الأول, 2025

يحاول التيار الوطني الحر القول بأنّ حقوق المغتربين لا تتجسّد إلّا بانتخاب ٦ نواب يمثلونهم، وهذا أيضاً ما يتّفق عليه مع الرئيس نبيه بري و”الحزب”، ولكن هناك رأياً آخر في البلد يقول بأنّ حسن تمثيل المغتربين يكون بالمشاركة في انتخاب النواب الـ ١٢٨ كلٌّ وفق دائرته الإنتخابية

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

بعدما طار نصاب الجلسة التشريعية يوم الثلاثاء حمل جمهور التيار الوطني الحر بعنف على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع واتهمه بالتواطؤ مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، متحدّثين عن تحالف بين الرجلين.

وللحقيقة فإن كان هناك من تحالف بين بري وجعجع فلا بدّ وأن يكرّس في الإنتخابات النيابية ولكن هذا الأمر لن يحصل، بل على العكس سيكون التحالف بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حركة أمل نبيه بري وسيكون مرشحو التيار على اللوائح ذاتها لمرشحي حركة أمل وحزب الله، وبالتالي فمهما حاول التيار أن يطلق على هذا التحالف من صفات وتسميات إلا أنه يبقى أولاً وأخيراً تحالفاً سياسياً يحاول من خلاله التيار الوطني الحر الإحتفاظ بمواقع نيابية في دوائر متعددة، وبالتالي فإنّ “تهمة” التحالف مع بري التي يطلقها التيار بحق جعجع هي “تهمة” يلبسها التيار ورئيسه وتدعمها الأفعال والوقائع.

في الإتهام أيضاً أنّ جعجع يريد تطيير انتخابات المغتربين لأنه بدّل رأيه لجهة ما نص عليه القانون في المادة ١١٢ من قانون الإنتخابات وتمثيل المغتربين بـ ٦ نواب، والسؤال هنا ألا يحق لأي طرف سياسي أن يغير رأيه بقانون وأن يطرح تعديله على مجلس النواب؟ أين المخالفة الدستورية في ذلك؟ هل تفرّد جعجع برأيه وفرضه على كل النواب أم أنه يطرح أن يصوّت المجلس على التعديل؟ فإن مرّ كان به وإن لم يمرّ بيقى القانون على حاله.

لقد بدّل مؤسس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون رأيه في الكثير من القضايا الأساسية فقد كان مع الدولة ثم أصبح مع الدويلة، لقد كان مع السلاح الشرعي ثم أصبح مع السلاح غير الشرعي، لقد كان الفرس “هاجمين” على لبنان ثم أصبح حليفهم، لقد كان ضدّ نظام الأسد ثم أصبح من أوفى الأصدقاء له، هاجم جعجع ولم يترك صفة إلا وألصقها به ليعود ويتناسى كل هذه التهم ويزوره في مقره ويتفاهم معه ليصل إلى رئاسة الجمهورية ثم عاد ليهاجمه، تارةً مع الولايات المتحدة وتارةً ضدها، مرة مع السعودية ومرة ضدها، طالب بفصل النيابة عن الوزارة ثم انقلب على هذا المبدأ، شهر الإبراء المستحيل في وجه الحريرية السياسية ليعود ويضعه في الدرج ويقصي من أعدّه عن التيار ويحاربه.

يحاول التيار الوطني الحر القول بأن حقوق المغتربين لا تتجسّد إلّا بانتخاب ٦ نواب يمثلونهم، وهذا أيضاً ما يتّفق عليه مع الرئيس نبيه بري وحزب الله، ولكن هناك رأياً آخر في البلد يقول بأنّ حسن تمثيل المغتربين يكون بالمشاركة في انتخاب النواب الـ ١٢٨ كلٌّ وفق دائرته الإنتخابية، ولكن المشكلة لا تكمن هنا بل تكمن في النتيجة السياسية للانتخابات والمغتربون جزء منها، وهنا بيت القصيد فإما تبديل في الواقع الراهن لمجلس النواب وإما استمرار الستاتيكو النيابي الحالي مع ما فيه من تجاذب لا ينتهي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us