باقٍ شهران على حصر السلاح… ماذا بعد انتهاء المهلة؟

يبقى احتمال أن تخرج الأمور عن السيطرة، بين أن يصرّ الجيش اللبناني على إنجاز مهمته، وبين أن يرفض “الحزب” تسليم سلاحه، ماذا يحصل في هذه الحال؟ لا أحد يمكنه التوقع، فإما أن تقع المواجهة وإما أن يكون هناك تعايش ومساكنة بين الدولة والحزب، وفي هذه الحال يكون البلد قد ضيَّع فرصة ثمينة، قد لا تُعوّض، ليكون دولة!
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
في هذا الشهر (تشرين الثاني)، تكون قد مرت سنة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه في السابع والعشرين منه، بإجماع مجلس الوزراء مجتمعًا برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي.
في الخامس من آب الفائت، أقرّ مجلس الوزراء خطة قيادة الجيش حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وأعطيت مهلة أربعة أشهر لإنجاز المهمة، على أن تبدأ المهلة في الأول من أيلول.
مر شهران، ويتبقى شهران، وآخر هذه السنة تكون المهلة قد انقضت، فماذا سيحصل من بعدها؟
كل المعطيات تشير إلى أنّ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لا يمكن أن يُنجَز في الشهرين المتبقيين، فالشهران اللذان مرّا حقق فيهما الجيش اللبناني تقدمًا جزئيًا، في جنوب نهر الليطاني، وما تبقى من مهلة بإمكانه أن يصادر ما تبقى من مخازن أسلحة في جنوب الليطاني أيضًا، ولكن ماذا عن الأسلحة في كل لبنان؟
من غير المرجّح أن ينجز الجيش المهمة، كل ما يمكن القيام به هو تحقيق خطوات محدودة تتركز في جنوب الليطاني، لكن تحقيق نزع السلاح بشكل شامل ونهائي خلال المدة المتبقية لا يبدو ممكنًا، على رغم أنّ الحكومة اتّخذت قرارًا بذلك وعهدت إلى الجيش اللبناني تنفيذ هذا القرار.
فبحسب تقارير لخبراء موثوقين، فإنّ الجيش اللبناني ليست لديه القدرات الكافية لتنفيذ عمليات ميدانية لتفكيك مخابئ الأسلحة والذخائر، وما يكون عصيًا على التفكيك، بالإمكان تفجيره، وما تحقّق حتى الآن يمكن القول معه أنّ المهمة صعبة. وما يجعل مهمة الجيش اللبناني على قدرٍ مهم من الصعوبة أنّ حزب الله متغلغل في بيئته بمعنى أنّ هناك صعوبة في التمييز بين ما هو عسكري وبين ما هو مدني، فالحزب، وحتى إشعار آخر، مازال يملك “ترسانة” من الخدمات والمال على كل المستويات، وبهذه “الترسانة” يستطيع أن يفاخر بأنه لم ينتهِ بعد.
في السياق ذاته، لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار الواقع الإقليمي والدولي لهذا الملف، فممّا لا شك فيه أنّ هناك ضغوطًا دولية وإقليمية لإنهاء الوضع العسكري لحزب الله، أما كيف سيتم ذلك، فإنّ الدول المعنية تعتقد أنّ على الدولة اللبنانية أن تقوم بهذه المهمة.
يبقى احتمال أن تخرج الأمور عن السيطرة، بين أن يصرّ الجيش اللبناني على إنجاز مهمته، وبين أن يرفض حزب الله تسليم سلاحه، ماذا يحصل في هذه الحال؟ لا أحد يمكنه التوقع، فإما أن تقع المواجهة، وإن كانت مستبعدة، لألف سبب وسبب، وإما أن يكون هناك تعايش ومساكنة بين الدولة والحزب، وفي هذه الحال يكون البلد قد ضيَّع فرصة ثمينة، قد لا تُعوّض، ليكون دولة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
سباق بين تثبيت الهدنة وتصدّعها | جنوب لبنان غزة ثانية… إلّا إذا؟! | ما بعد بعد غزّة! |




