فولكلور الأحزاب الوطنية


خاص 1 تشرين الثانى, 2025

 

قبل خمسين عاماً كانت الأحزاب والقوى الوطنية تجتمع في مقر الحزب التقدمي الإشتراكي في بيروت برئاسة كمال جنبلاط وحضور شخصيات وازنة من عيار محسن ابراهيم أما الآن فيا بادل غزلانك بقرود!

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

وُلِدت قبل نصف قرن جبهة “الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية”، عمادها كمال جنبلاط وتحت مظلّته الوارفة اجتمع قادة ورؤساء أحزاب متوسطة الحجم أو ضئيلة منها “العمل الشيوعي” و”الشيوعي” حاف، إلى “المرابطون” وحزب زركاري الكردي والحزب السوري القومي الإجتماعي( جناح قنيزح)، والبعث العراقي…إلخ. وكانت هذه الجبهة موالية لياسر عرفات والنقيض السياسي والأيديولوجي لجبهة الكفور (الجبهة اللبنانية لاحقاُ).
وفي المقلب “الوطني”أيضاً رعى زهير محسن نشأة “الجبهة القومية الوطنية” ومن أركانها عاصم قانصوه، أمين عام حزب البعث العربي الإشتراكي وكمال شاتيلا أب إتحاد قوى الشعب العمل وأمه، وشخصيات من هذا الـ”كاليبر” ولاحقاً انضمت حركة أمل إلى التشكيلة. دارت بين جبهة قانصوه وجبهة جنبلاط معارك كلامية شرسة. وما لم يذكره المؤرخون لأي جبهة من الجبهتين مآل جبران باسيل ومن دعم. صحيح كان يومها طفلاً. لكنه معجزة كان.
دارت الأيام ومرت الأيام وما بين بعد وخصام، عادت القوى والأحزاب الوطنية إلى الساحة، جبهةً ممانعة متراصة مطعّمة بشخصيات واعدة وبتيارات جديدة مثل “تيّار الوعد الصادق” و”حركة الإستقرار الوطني” و”المرابطون” بـ “ستايل” مصطفى حمدان إلى أحزاب مسيحية عاملة على القطعة كـ”التيارالوطني الحر”، وعُرفت بـ “الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية” التي عادت لإحياء شيء من الفولكلور يحركها الحنين إلى الزمان الغابر. ومن اللقاء انبثقت هيئة تنسيق تصدر بيانات ببغائية هي صورة طبق الأصل عن بيانات “كتلة الوفاء للمقاومة”. ولهيئة التنسيق فروع في كل مناطق لبنان. كل فترة يفرّخ فرع مثل أراكيل يحيى.
قبل أيام ضجت بيروت بخبر أجتماع “هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية”، في مركز حزب “التيار العربي”؛ إجتماعٌ ينتظره اللبنانيون لتأثيره المباشر على المسار الوطني، وقد حالت الحشود الضخمة دون وصول وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية لتغطية الحدث والتعرّف على “نجوم” اللقاء.
قطعت “الشخصيات الوطنية”، في اجتماعها الأخير، الطريق على مورغان أورتاغوس وتوماس باراك وكل من يعمل على خط المفاوضات مع إسرائيل بصريح العبارة: “نرفض أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع كيان العدو الصهيوني” ونقطة عالسطر.
ويبدو أنّ “مكونات” هيئة التنسيق، لا تحب “البهرجة ” الإعلامية فمن دون طبل وزمر اجتمعت قبل أسبوعين في مقر حركة الناصريين/فرع حمدان، ومن هناك أعلنت الإنتصار المدوّي للشعب الفلسطيني في غزة.

قبل خمسين عاماً كانت الأحزاب والقوى الوطنية تجتمع في مقر الحزب التقدمي الإشتراكي في بيروت برئاسة كمال جنبلاط وحضور شخصيات وازنة من عيار محسن ابراهيم أما الآن فيا بادل غزلانك بقرود!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us