تسخين أمني وبرودة انتخابية


خاص 11 تشرين الثانى, 2025

بدأت العجلة الانتخابية تتحرّك ببطءٍ شديد حدَّ البرودة، وكأنّ التأجيل الانتخابي مُرجَّح في أذهان بعض الكتل الكبيرة التي تتحدّث مصادرها عن استحالة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، خلافًا للتصاريح العلنية التي تشي ببدء عملية التحضير بجهوزية عالية المستوى

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

في حين تستمر إسرائيل في اغتيال كوادر “حزب الله” أينما رصدتهم، وتقصف مخازن الأسلحة التي لم يصادرها الجيش، تتحدث المعطيات عن أنّ مسار التسخين الأمني المتصاعد يومًا بعد يوم، لم ولن يأخذ بالاعتبار زيارة البابا لاوون إلى لبنان.. فالزيارة حكمًا قد تُؤجّل فكرة الحرب، لكنّها على ما يبدو لم تنعكس على آلة الاغتيالات.
تتحدث المصادر لـ”هنا لبنان” عن تحليق منخفض جدًا للمسيّرات الإسرائيلية في محاولة لإيصال رسائل تحذير إلى السلطات كافة، مفادها أنّ “المزح ممنوع” والوعود المقطوعة يجب أن تُنفّذ مهما كلّف الأمر.
وفي الوقت عينه بدأت العجلة الانتخابية تتحرّك ببطءٍ شديد حدَّ البرودة، وكأنّ التأجيل الانتخابي مُرجَّح في أذهان بعض الكتل الكبيرة التي تتحدّث مصادرها عن استحالة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، خلافًا للتصاريح العلنية التي تشي ببدء عملية التحضير بجهوزية عالية المستوى.
وفي هذا المجال، أشار نائب مستقل لـ”هنا لبنان” أنّه لا يزال يبحث عن لائحة جدية تتبنى ترشيحه من جديد، والجواب الدائم: “إذا في انتخابات منحكي”..
ويعتبر هذا النائب أنّ سبب التأجيل الحقيقي هو الخلاف الحاصل على أحقية المغتربين في الاقتراع للـ128 نائبًا، أو حصر الاقتراع بالنواب الستة، لكن حجة التأجيل سوف تتبلور أكثر مع تزايد الاستهدافات الإسرائيلية والإقرار باستحالة إجراء الانتخابات النيابية في ظل “الوضع الأمني الحرج”..
وعليه، يخشى النائب المذكور من اتفاق تحت الطاولة يرمي إلى تأجيل الاستحقاق لمدة سنتين، ريثما يتبلور الوضع الأمني وينكشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
في المقابل، تؤكد المصادر المقربة من “قصر بعبدا” أنّ الأمور تسير في مسارها الصحيح، والقدرة موجودة لمواكبة الملفات بالتوازي، بدءًا من ملف حصر السلاح، مرورًا بملف مكافحة تبييض الأموال عبر المنظمات المصنفة إرهابية، وصولًا إلى ملف حصول الانتخابات النيابية في موعدها، واستكمال الاستعدادات لعملية التفاوض مع إسرائيل، من منطلق المصلحة اللبنانية الصافية التي تتطلب إيجاد كل السبل لتجنيب البلاد الانتقال إلى جولة جديدة من الحرب، وقد تكون أعنف من الجولة الأولى التي تسببت بها “حرب إسناد غزة”، ودفع لبنان ثمنًا غاليًا نتيجة الحرب غير المتوازنة مع جيش مجهز بأهمّ وأحدث التقنيات في العالم.
أسئلة عدة ليس لها أجوبة شافية، “انتخابات أم تأجيل”، “تفاوض مباشر أو غير مباشر أم لا تفاوض”، حرب كبيرة أم استهدافات يومية واستنزاف أم سلام ينطلق من اتفاقية الهدنة”، “تعيينات وفقًا للكفاءة والنزاهة أم وفقًا للزبائنية والمحسوبيات”..
يبدو أنّ نهاية الـ2025 حبلى بالتطوّرات..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us