مصالح مُتعدّدة تُعيق الترسيم بين لبنان وسوريا

لا يبدو أن الجانب السوري متحمس جدًا لعملية الترسيم، فالموضوع هو ورقة سورية مهمة في رسم العلاقات مع لبنان والمقايضة في الكثير من الملفات ومن ضمنها ودائع السوريين في البنوك اللبنانية والمساجين والموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، والأهم هو معالجة تداعيات تدخل “الحزب” في الحرب السورية.
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
بين لبنان وسوريا مشاكل وقضايا متعددة وَأَيُّ تحسّن في العلاقات سيؤدي إلى استفادة الجانبين في الكثير من المجالات، ويعوّل اللبنانيون بشكل خاص على عملية إعادة الإعمار في سوريا متى انطلقت بشكل لا عودة عنه، لكنّ المشكلة تبقى في ضرورة قيام تفاهم سياسي واضح بين الطرفَيْن باعتباره البوّابة الأساسية لبناء تعاون مُستدام.
في القضايا السياسية العالقة بين البلدين مسألة ترسيم الحدود البحرية في الشرق والشمال والحدود البرّيّة، ويُحاول الفرنسيون في هذا المجال لعب دور الوسيط بحيث يستفيدون من موقعٍ ودورٍ لهم في المنطقة، بعدما هيمن الأميركيون على كلّ المسارات ويربطون كلّ الحلول بيدهم.
في هذه المسألة، يسعى لبنان فعليّا لتحقيق ترسيم الحدود وهو جاهز من كل النواحي التي تستلزمها هذه العملية لا سيما بعدما حصل على وثائق فرنسية تاريخية تتعلّق بهذا الموضوع وبشكل خاص في الحدود الشرقية والشرقية الجنوبية ومن ضمنها مزارع شبعا حيث الإشكاليّة الأساسيّة هي في الوجود الإسرائيلي هناك ما يجعل عملية الترسيم على الأرض صعبةً جدا ويمكن الاستعاضة عنها بعملية ترسيم تعتمد على الإحداثيّات والموافقة عليها على أن تكرّس لاحقًا على الأرض عندما يحين وقت التسوية السياسيّة بين سوريا ولبنان من جهةٍ وإسرائيل من جهةٍ ثانية.
في المقابل، لا يبدو أن الجانب السوري متحمس جدًا لعملية الترسيم، فالموضوع هو ورقة سورية مهمة في رسم العلاقات مع لبنان والمقايضة في الكثير من الملفات ومن ضمنها ودائع السوريين في البنوك اللبنانية والمساجين والموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، والأهم هو معالجة تداعيات تدخل حزب الله في الحرب السورية.
أمّا في مسألة ترسيم الحدود البحرية فلبنان مستعجل أيضًا أكثر من السوريين لإنهاء هذا الملف بعدما أنجز الترسيم البحري مع قبرص، ويرغب السوريون في التفاهم مع القبارصة أولًا باعتبار أنّ هناك نقطة حدودية بحرية مشتركة بين لبنان وسوريا وقبرص، ولن يقدم السوريون على أي خطوة باتجاه القبارصة قبل موافقة الأتراك ما يعني أنّ الترسيم البحري مع لبنان ما زال معلّقًا أيضًا بانتظار أن تعطي تركيا الضوء الأخضر.
مواضيع مماثلة للكاتب:
“الحزب” والنزف المستمرّ! | سجال تحالفات وانتخابات | غارات تل أبيب وفعالية “الميكانيزم” |




