ما وراء استهداف الطبطبائي و”منيح اللي استشهد السيّد”

ليس تفصيلاً أن يتواجد أهمّ مسؤول عسكري في “الحزب” حاليّاً في شقّة بين المدنيّين في الضاحية الجنوبيّة. كان الرجل يعرف بأنّه مطلوب إسرائيليّاً وأميركيّاً، ومع ذلك اختار أن يعرّض آخرين للخطر.. بات “الحزب” عبئاً على لبنان، تماماً كما بات مسؤولوه عبئاً على البيئة التي تحتضنهم، فيتسبّبون بموتها ويشكّلون خطراً دائماً عليها
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
حُكي وسيُحكى الكثير عن استهداف القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي. ولكن، ثمّة أمور يجب الإضاءة عليها أيضاً.
ليس تفصيلاً أن يتواجد أهمّ مسؤول عسكري في حزب الله حاليّاً في شقّة بين المدنيّين في الضاحية الجنوبيّة. كان الرجل يعرف بأنّه مطلوب إسرائيليّاً وأميركيّاً، ومع ذلك اختار أن يعرّض آخرين للخطر، فإلى جانب مقتله مع 4 آخرين من عناصر الحزب سقط ٢٨ جريحاً، بالإضافة إلى الأضرار الماديّة.
بات حزبُ الله المسلّح عبئاً على لبنان، تماماً كما بات مسؤولوه عبئاً على البيئة التي تحتضنهم، فيتسبّبون بموتها ويشكّلون خطراً دائماً عليها.
أمرٌ آخر يمكن استنتاجه من استهداف الضاحية، يتلاقى مع معلوماتٍ أمنيّة لبنانيّة. لا يجب بعد السؤال عمّا إذا كانت إسرائيل ستشنّ حرباً على لبنان. هي في حربٍ دائمة ومستمرّة على حزب الله ولن تتوقّف قبل القضاء تماماً على هيكليّته العسكريّة وسلاحه. وتتّخذ هذه الحرب أشكالاً مختلفة، فتهدأ وتيرتها فترةً وتشهد تصعيداً في فترةٍ أخرى، وما إن يتلقّى الجيش الإسرائيلي معلومةً عن تحرّك لأيّ عنصر أو يكتشف مخزناً للحزب سيستهدفه، بغضّ النظر عمّا يُبحث في جولات الموفدين وما يقال في البيانات.
أمرٌ ثالث. حزب الله بات ضعيفاً إلى درجة يعجز فيها عن أيّ ردٍّ على حدث استهداف أهمّ قيادي عسكري لديه. يذكّرنا الأمر بما كان يصدر عن نظام الأسد حين كانت تستهدف إسرائيل أراضٍ سوريّة: “سنردّ في الزمان والمكان المناسبَين”. سقط النظام وفرّ الأسد، ولم نبلغ الزمان والمكان المناسبَين.
هكذا يفعل حزب الله، بعد كلّ استهداف. يهدّد بالردّ ولا يفعل، وهو يعرف، أكثر منّا جميعاً، بأنّ الردّ سيكلّفه غالياً جدّاً. وهو يعرف أنّنا نعرف بأنّ صفة “المقاومة” سقطت عنه. أيّ مقاومة هذه التي لا تسعى إلى طرد المحتلّ، ولا تردّ، طيلة عامٍ كاملٍ، على قتل المئات من قياديّيها وعناصرها؟
يُنقل عن نائب في حزب الله أنّه قال في اجتماعٍ ضمّ زملاء له: “منيح اللي استشهد السيّد قبل ما يشوف شو صار فينا”. فعلاً!
مواضيع مماثلة للكاتب:
بن سلمان في البيت الأبيض: ماذا سيجري خلف الأبواب المغلقة؟ | ماذا وراء عودة فرنسا إلى بيروت؟! | تغييريون وباسيليون في خندق واحد |




