مبادرة عون تحاصرها إسرائيل و”الحزب”

تدرك الرئاسة اللبنانية جيداً أنّ من لم يستجب لمطالب أكثرية اللبنانيين منذ سنة لن يستجيب اليوم، كما لا تبدو تل أبيب مهتمة بمبادرة الرئيس عون فهي واصلت غاراتها وعمليات الإغتيال وكأنّ شيئاً لم يكن
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
يترقب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الردود على مبادرته التي أطلقها عشية عيد الإستقلال وهو يدرك أنّ فشل هذه المبادرة أو نجاحها مرتبط بجوابين الأول من حزب الله والثاني من الإسرائيليين.
حزب الله وبحسب كل المعلومات المتوفرة لن يعطي الرئاسة اللبنانية جواباً واضحاً لأنه ما زال متمسكاً بسلاحه ويعزز حضوره العسكري ويرفض أي حديث عن إلغاء وظيفة هذا السلاح فوق كل الأراضي اللبنانية، ولكن الأهم أنه ينتظر كلمة السر الإيرانية التي لم تنضج بعد بانتظار عودة المفاوضات مع الولايات المتحدة فإن حصلت ستكون من طرف واحد لأنّ الأميركيين قرروا النتيجة سلفاً وهي أن لا برنامج نوويًّا ولا برنامج للصواريخ الباليستية ولا أذرع إيرانية في المنطقة.
هذا الواقع تدركه الرئاسة اللبنانية جيداً وأنّ من لم يستجب لمطالب أكثرية اللبنانيين منذ سنة لن يستجيب اليوم، علماً أنه منذ الإعلان عن اتفاق وقف النار يعتقد الكثير من المسؤولين اللبنانيين أنّ الضغط العسكري الإسرائيلي المستمر والتدابير المالية التي يتخذها مصرف لبنان للتضييق على تمويل الحزب قد تساهم في إجباره على القبول بحصر السلاح ولكن من دون تحقيق نتائج حتى الآن.
في المقابل لا تبدو تل أبيب مهتمة بمبادرة الرئيس عون فهي واصلت غاراتها وعمليات الإغتيال وكأنّ شيئاً لم يكن ولا يبدو أنّ الولايات المتحدة بعيدة عن هذا الموقف الإسرائيلي، فالمطلوب بحسب مصادر غربية الإعلان عن القبول بالتفاوض المباشر من دون أي شروط مسبقة وعلى المستوى السياسي، وتذهب هذه المصادر إلى حد القول بأنّ الإسرائيليين أعدوا ورقة جاهزة تتعلق بالإتفاق النهائي الذي يريدونه مع لبنان والذي يعتقدون أنه يضمن لهم الإستقرار المستدام وأنّ المطلوب من الحكومة اللبنانية القبول به والتوقيع عليه.
هذا الواقع تصطدم به مبادرة الرئيس عون، كما تصطدم بتوتر سياسي داخلي لا سيما بعدما وضع الرئيس حزب الله من جهة والمطالبين بنزع سلاحه من جهة ثانية في الخانة ذاتها من المسؤولية عما تمر به البلاد، وهو ما أثار استغراب القوى المعارضة للحزب إذ أنّ مصالحها تصب في سياق مطالب الحكومة اللبنانية وأنّ التماهي في العرقلة قائم بين إسرائيل وحزب الله الذي تسبّب بكل ما يعاني منه لبنان اليوم ووحده يتحمل أي مسؤولية في فشل تطبيق اتفاق وقف النار ومبادرة رئيس الجمهورية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
وقف النار أسقط معادلات “الحزب” | مصالح مُتعدّدة تُعيق الترسيم بين لبنان وسوريا | “الحزب” والنزف المستمرّ! |




