جايي دورك يا نعيم؟

“الحزب” الذي اختار الطريق الكربلائية مُطالَب من قبل شركاء الوطن ومن السلطة السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية بأن يُجنِّب لبنان، الحرب القادمة بوتيرة أعلى، فإن كانت عقيدته تعتنق الشهادة، فإنّ العقيدة اللبنانية الصافية تعتنق الدستور، كمرجع وحيد، يتحدث عن السلاح الشرعي وعن الجيش الشرعي وعن قرار الحرب والسلم بيد الدولة
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
إسرائيل تتفوق على نفسها في علم الاغتيال، وتنفذ عملية جراحية عالية الاحتراف طالت الرجل رقم 2 في الشكل، لكنه الرقم 1 في المضمون.. رئيس أركان إيراني من أم لبنانية، يجتمع في منزل سرّي في الضاحية الجنوبية مع مجموعة من القادة..
من جهة ثانية، أظهرت هذه العملية هشاشة السردية التي تتحدث عن استعادة “حزب الله” زمام السيطرة والقيادة، وبالتالي لم يعد هناك أي مجال للاختراق، ليتبين أنّ الخرق الإسرائيلي أقوى من السرديّات ومن حكايات ألف ليلة وليلة.. إسرائيل التي لا تملك معلومة عن شكل (أبو علي) هيثم الطبطبائي، علمت بمكان الاجتماع من مخبر “رفيع”، ثم نفذت العملية بنجاح مذهل، ومن ثم حصلت على صورة الكفن.. يا له من خرق ما بعده خرق.
أيضًا وأيضًا، انتشرت صورة إسرائيلية المصدر، تتحدث عن الهرمية الحزبية الحالية وفيها مجموعة قيادات، ومن ضمنها صورة الطبطبائي مع علامة (X) وكأنه إيحاء صريح بأنّ الأهداف التالية هي الأسماء المنشورة إلى جانب الطبطبائي: نعيم قاسم، وفيق صفا، خليل حرب، طلال حمية، محمد حيدر، خضر نادر، محمد رعد، علي دعموش، محمد يزبك وابراهيم أمين السيد.
مصدر متابع للشؤون الأمنية، قال لـ”هنا لبنان” أنّ اغتيال السيد حسن نصرالله سبقه اغتيال كبار القادة مثل ابراهيم عقيل وقبله فؤاد شكر.. حينها، تيقن السيد نصرالله أنّ الخرق كبير جدًا وقد يصل إليه في أي وقت، فلم يسعفه الوقت ولا حتى حصنه الحصين تحت سابع أرض.
وما أصاب السيد حسن نصرالله، أصاب خليفته السيد هاشم صفي الدين، الأمين العام لأسبوع فقط، والمحصن بدوره في مركز عمليات يقال أنه كان من أكثر المراكز تحصينًا.. وكلنا يذكر عبارة “جايي دورك يا نعيم” التي انتشرت على السوشل ميديا، حتى وصل الدور وأصبح نائب الأمينين العامين، أمينًا عامًا على رأس القيادة الجديدة، صاحب العبارة الشهيرة: “بتعرفوا، نتنياهو ميّت رعبة”..
ويتابع المصدر: إسرائيل التي علمت بمكان الاجتماع، تعلم حتمًا بأمكنة أخرى.. ومن استطاع الوصول إلى الطبطبائي المجهول عن أكثر من 99% من اللبنانيين، كان بإمكانه لو أراد، الوصول بكل سهولة لشخصيات قيادية رفيعة، لها باعها الطويل ولها شهرتها بين عامة الناس، ولها جمهور عريض يحبها وآخر يكرهها.
ويضيف: التصريحات الإسرائيلية تشير إلى إصرار على ضرب “حزب الله”، من دون أي تردد، وعملية الطبطبائي لا يمكن أن تبقى يتيمة.
أما “حزب الله”، الذي اختار الطريق الكربلائية، فهو مُطالَب من قبل شركاء الوطن ومن السلطة السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية بأن يُجنِّب لبنان، الحرب القادمة بوتيرة أعلى، فإن كانت عقيدته تعتنق الشهادة، فإنّ العقيدة اللبنانية الصافية تعتنق الدستور، كمرجع وحيد، يتحدث عن السلاح الشرعي وعن الجيش الشرعي وعن قرار الحرب والسلم بيد الدولة، ولهذه الدولة رئيس إسمه جوزاف عون، ورئيس حكومة إسمه نواف سلام ووزير دفاع إسمه ميشال منسى وقائد جيش إسمه رودولف هيكل.. نقطة انتهى.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أفيخاي يهدّد نعيم.. نعيم يهدّد كريم | تسخين أمني وبرودة انتخابية | فوائد التفاوض المباشر بين لبنان وإسرائيل |




