إسرائيل ترد بالنار على مبادرات التهدئة… ولبنان أمام تصعيد يهدد كل فرص التفاوض!

في لحظةٍ يتصاعد فيها التوتر على الحدود وتتشابك فيها الرسائل السياسية بالنيران، يجد لبنان نفسه أمام مشهد بالغ الخطورة، حيث باتت أي مبادرة للحوار أو خريطة طريق نحو التهدئة تُجابَه بردٍّ عسكري مباشر. فالهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لم يأتِ معزولاً عن السياق، بل بدا كأنه جزء من مسار ثابت تتّبعه إسرائيل منذ اللحظة التي بدأ فيها رئيس الجمهورية طرح مبادراته التفاوضية.
ومع كل محاولة لبنانية لفتح نافذة للحل أو لوقف دائرة العنف، يأتي الرد على شكل ضربات تعمّق القلق وتضع البلاد أمام واقعٍ أكثر تأزماً، فيما تتزايد التساؤلات حول جدوى الجهود السياسية وقدرة المجتمع الدولي على لجم الانفجار المتدحرج.
رد بالنار
تضع مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية الضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت ضمن المسار الذي تعتمده إسرائيل منذ بدء رئيس الجمهورية طرح مبادراته التفاوضية.
وتقول المصادر لـ”الشرق الأوسط”: “قبل أسابيع عندما طرح الرئيس عون مبادرته التفاوضية كان الجواب الإسرائيلي بالنار، عبر قصف عنيف طال البقاع والجنوب. والآن بعد يومين من إطلاق مبادرته لوضع حل مستدام للأزمة مع إسرائيل، وتثبيت الاستقرار، أتى الرد مرة جديدة بضرب الضاحية الجنوبية”.
وتضيف: “كانت الرئاسة تُجري اتصالات بشأن المبادرة، وباتت اليوم تُجري الاتصالات داخل وخارج لبنان للتهدئة وعدم التصعيد”. من هنا، ترى المصادر أنّ “إسرائيل تقول بطريقة أو بأخرى: لا تبذلوا جهوداً؛ لا عبر المبادرات، ولا المفاوضات… ما نريد أن نفعله فسنفعله. وخير دليل على ذلك، المواقف التصعيدية المتتالية التي تصدر عن المسؤولين في تل أبيب”.
وتعيد المصادر الوزارية التأكيد على ما قاله رئيس الجمهورية في بيانه إثر قصف الضاحية الجنوبية، وتحديداً حيال دور المجتمع الدولي، قائلة: “إضافة إلى أن إسرائيل لا تتجاوب مع المبادرة تلو المبادرة، فلا نرى تحركاً واضحاً للمجتمع الدولي… نحن نقوم بدورنا، وليقم هو بدوره”.
وتعتبر المصادر لـ”الأنباء الإلكترونية” أنّ العملية تحمل رسائل عدّة سياسية وأمنية في وجه المبادرة الأخيرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في كلمة الاستقلال حين جدّد تعهده العمل على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هجمات إسرائيل المتواصلة منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024.
التصعيد يقوِّض فرصة للتفاوض
وحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ”اللواء”، فإنّ القصف على الضاحية الجنوبية قوّض أي فرصة للتفاوض من أجل وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار على جانبي الحدود، بل كان القصف رداً بالنار على مبادرة الرئيس جوزاف عون التفاوضية التي أطلقها عشية عيد الاستقلال.
مواضيع مماثلة للكاتب:
وفاة السلحفاة الأسطورية التي عاصرت أكثر من 20 رئيسًا أميركيًا! | حارس تشيلسي يستفز لامين يامال: كوكوريا وضعك “في جيبه” | 4 مشروبات تعوض نقص فيتامين “D”.. تعرفوا عليها |




