الزغبي لـ”هنا لبنان”: نقلة نوعية للبنان على مسار التفاوض
قال الصحافي إلياس الزغبي لـ”هنا لبنان” إنّ تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني المفاوض مع إسرائيل في الناقورة عبر لجنة “الميكانيزم” يشكّل “خطوة نوعية متقدمة” في مسار البحث عن حل واسع، بعدما أثبتت الحروب التي خاضها لبنان منذ نصف قرن أنها لم تجلب إلا الويلات والنكبات.
وأشار الزغبي إلى أنّ التفاوض يتم ضمن إطار اللجنة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة بالاشتراك مع فرنسا في الناقورة، وإلى أنّ هذه الخطوة تشكّل “نقلة متقدمة نحو التفاوض الأوسع”، لأنّ الدخول في آلية التفاوض سيؤدي حكماً إلى توسيع إطارها، ليس فقط لجهة الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس أو أكثر في الجنوب ووقف العمليات والغارات الإسرائيلية، بل لفتح الباب أمام مفاوضات تتجاوز لاحقاً مسألة اتفاق الهدنة الموقع منذ عام 1949.
ولفت إلى محاولة رئيس الحكومة نواف سلام “التخفيف من وطأة” مشاركة شخصية مدنية – سياسية – دبلوماسية في المفاوضات، بهدف احتواء مسبق لردة الفعل المتوقعة من حزب الله، وربما ردة فعل شكلية من الرئيس نبيه بري، بعدما تبيّن أنه كان على علم بها مسبقاً إذ تم التنسيق بينه وبين رئيس الجمهورية جوزاف عون لاتخاذ هذه الخطوة.
ورأى الزغبي أنّ توقيت الخطوة، بعد ساعات من مغادرة الحبر الأعظم بيروت، يعكس بوضوح دور الفاتيكان في “ترتيب الإنقاذ للبنان” وتجنيبه حرباً قاسية كانت إسرائيل تتحضّر لها، معتبراً أنّ المبادرة اللبنانية ستجعل واشنطن أكثر تفهماً للواقع اللبناني وأكثر قدرة على الضغط على إسرائيل لعدم الإقدام على عمل عسكري واسع.
وأضاف أنّ ما قام به رئيس الجمهورية يندرج ضمن المساعي العربية والدولية المتقاطعة، وتحديداً من السعودية ومصر عربياً، وبمشاركة قطر التي يزور وزير خارجيتها بيروت في الإطار نفسه، إضافة إلى الدور الفرنسي والوفد الأممي الواسع الذي يزور سوريا ولبنان، حيث تندرج مبادرة مجلس الأمن الدولي ضمن الجهد العالمي لمساعدة لبنان على تجاوز المرحلة الدقيقة.
وختم الزغبي بالقول إنّ الأنظار تتّجه الآن إلى ما سينتج عن مشاركة لبنان على هذا المستوى ومتابعة المراحل المقبلة، خصوصاً مع اقتراب مهلة نهاية السنة الجارية، حيث سيظهر ذلك في التقرير الجديد لقيادة الجيش حول عملياتها في الجنوب، والإطلالة من الجنوب على شمال الليطاني وصولاً إلى العمق اللبناني، كي تتم معالجة الخلل الأساسي وهو سلاح حزب الله.
مواضيع مماثلة للكاتب:
