المفاوضات انطلقت ولا عودة إلى الوراء… سعيد يرد على معارضي تعيين كرم: من يعترض فليستقل!


خاص 5 كانون الأول, 2025

خطوة تعيين الحكومة اللبنانية سيمون كرم مفاوضاً رسمياً عنها انعكست سريعاً على المشهد السياسي الداخلي، حيث برزت اعتراضات متعددة على اختياره مطالِبة باستبعاده من “الميكانيزم”، رغم أنها لن تعرقل المسار العام في ظل وجود إرادة دولية وإقليمية دفعت نحو هذا الخيار

كتبت يارا الهندي لـ”هنا لبنان”:

فور مغادرة البابا لاوون الرابع عشر لبنان، انطلقت عجلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، مع تعيين الحكومة اللبنانية سيمون كرم مفاوضاً رسمياً عنها. خطوة انعكست سريعاً على المشهد السياسي الداخلي، حيث برزت اعتراضات متعددة على اختياره، مطالِبة باستبعاده من “الميكانيزم”.

الدكتور فارس سعيد رأى في حديث لـ”هنا لبنان”، أنّ هذه الأصوات المعارضة بالذات موجودة اليوم داخل الحكومة التي اتّخذت القرار، وبذلك فإنّ اعتراضها الحقيقي يفترض أن يقودها إلى تقديم استقالتها، لا الاكتفاء بالاعتراض الإعلامي.

واستعان سعيد بمشهد من الأفلام المصرية القديمة لوصف هذا التناقض، قائلاً إنّ البعض يشبه العروس التي تبكي وهي تترك منزل أهلها، فيسألها والدها عن سبب ذهابها ما دامت غير راضية، فتجيبه: “لا يا بابا.. ببكي وبروح”!

ورغم خروج بعض المظاهرات الخجولة الرافضة للمفاوضات، شدد سعيد في حديث على أنها لن تعرقل المسار العام، في ظل وجود إرادة دولية وإقليمية دفعت نحو هذا الخيار.

وبرأي سعيد، الاعتراضات طبيعية لكنها غير قادرة على قلب الاتجاه، إذ لم يعد بالإمكان العودة إلى الوراء. وأوضح أنّ لبنان لم يدخل بعد في “الاتفاق الإبراهيمي”، وأنّ المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى، ما يجعل من المبكر جداً التكهن بنتائجها النهائية.

وعن المخاوف التي انتشرت حول احتمال اندلاع حرب واسعة بعد زيارة البابا، أكد سعيد أنّ ما جرى تداوله كان مبالغاً به. فالحرب لم تتصاعد كما أُشيع، والقصف الإسرائيلي على الجنوب تراجعت وتيرته مقارنةً بما كان يتردد، معتبراً أنّ الدخول في المفاوضات ساهم فعلياً في تفادي حرب كبيرة جديدة.

أما عن دلالات اختيار سيمون كرم، فاعتبر سعيد أنّ في الأمر مؤشراً سياسياً واضحاً: لبنان انتقل من حالة الحرب مع إسرائيل إلى حالة التفاوض، وبعدما كانت الجمهورية اللبنانية تتحدث دائماً بلغة المواجهة، ها هي اليوم تدخل مساراً مختلفاً، ما يضعها ضمن دائرة الانفراجات التي تشهدها المنطقة.

وفي ما يتعلق بالأحاديث المتداولة عن تعاون اقتصادي محتمل بين لبنان وإسرائيل، شدد سعيد لـ”هنا لبنان” على أنّ هذا الكلام سابقٌ لأوانه تماماً، فالمفاوضات ما زالت في بدايتها والمسار طويل قبل الوصول إلى أي خطوات من هذا النوع.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us