تعيين كرم “المفصلي” يفتح الباب أمام السلام… وانقسام الثنائي الشيعي يظهر للعلن!

مهلة نهاية العام الجاري ليست ثابتة في حال اقتنع الأميركي والإسرائيلي بأنّ الدولة جادّة في سحب السلاح، وسيتمّ تمديدها، وهذا يقلق الحزب لأنّه يعرف أن الخطوات التالية ستقوده إلى تسليم سلاحه.
كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:
شَكَّلَتْ خطوة تعيين السفير سيمون كرم على رأس الوفد اللبناني المُكلّف التفاوض مع إسرائيل محطةً مفصليّةً تؤشّر إلى توجّه جدّي نحو خيار التفاوض والسلام، واللافت أنّها كشفت للمرة الأولى انقسامًا واضحًا داخل “الثنائي الشيعي” بين حركة أمل التي تؤيّد هذا المسار وحزب الله الذي يرفضه.
هذا التبايُن، الذي وصفه الصحافي رامي نعيم، في حديث لـ”هنا لبنان”، بـ”الظاهرة غير المألوفة داخل الشارع الشيعي”، إذ إنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أبدى قبولًا بالتفاهمات، بينما خرج الشيخ نعيم قاسم برفضٍ قاطعٍ لها.
ويرى نعيم أن هذا الانقسام “إيجابي”، لأنّه يُضعف أحادية القرار التي لطالما هيمنت داخل الثنائية، ويُعيد التوازن لصالح الدولة.
ويشير نعيم إلى أنّ أهمية الخطوة لا تكمن فقط في التعيين نفسِه، بل في رمزيّته، إذ تُعتبر “من أجرأ القرارات التي اتخذها العهد حتى الآن”، وتؤشّر إلى تحوّل حقيقي نحو التعامل مع ملفّ التفاوض بصفته مسارًا يؤدّي إلى السلام لا إلى التصعيد.
وبرأيه، فإنّ “الأمور تتجه نحو السلام”، وإنْ كان المسار “يحتاج المزيد من الوقت ليترسّخ”.
لكن هذا المسار لا يبدو مُريحًا لحزب الله. فتصريح الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أمس يحمل، بحسب نعيم، “تهديدًا مبطّنًا”، إذ يقول الحزب للبنانيين والدولة: “لستم أنتم مَن يقرّر، بل نحن. ما يجعل التخوّف قائمًا، لأنّ لا أحد يمكنه منع الحزب إذا قرّر جرّ البلد إلى الحرب”، على حد تعبير نعيم.
ويُضيف نعيم أن حزب الله يخشى الضغط الدولي المترافق مع الحديث عن مهلة نهاية العام المتعلقة بسلاحه، ويوضح: “مهلة نهاية العام الجاري ليست ثابتة في حال اقتنع الأميركي والإسرائيلي بأنّ الدولة جادّة في سحب السلاح، وسيتمّ تمديدها. وهذا يُقلق الحزب لأنّه يعرف أن الخطوات المتتالية ستقوده إلى تسليم سلاحه”.
وبحسب نعيم، فإنّ موقف حزب الله من تعيين كرم واضح: إنه يعتبره “خطوة أولى على طريق إرضاء الأميركي والإسرائيلي”.
في المقابل، يرى الصحافي أنّ حركة أمل كونها جزءًا من مؤسّسات الدولة تتّجه إلى دعم هذا المسار، ما يعزّز موقع الدولة في عملية اتخاذ القرار.
وفي ختام قراءته، يُشدّد رامي نعيم على أنّ مستقبل لبنان مُعلَّق بين فرصة للسلام، وخطر جرِّه من جديد إلى الحرب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بولا يعقوبيان عميلة “الحزب” | لبنان والاتفاق الإبراهيمي: فرصة تاريخيّة للعبور نحو الاستقرار والازدهار | بين التصعيد الكلامي الإيراني والتصعيد العسكري الإسرائيلي… أين لبنان؟! |




