إنفصال بين حركة أمل والحزب حول مسألة “خيار الحرب”

أبلغت حركة أمل الحزب بأنّها لن توافق على أيّ مغامرة عسكرية قد تؤدي إلى الضرر بالطائفة الشيعية التي لم يعد لديها القدرة على التحمل، أما “الحزب” فقد انقسم إلى جناحين: سياسي يفضل عدم الخوض في أي حرب، وعسكري متطرّف يفضل المواجهة العسكرية والتمسك بالسلاح
كتب زياد مكاوي لـ”هنا لبنان”:
ما إن مرّت سنة على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى بدأ التفاوض عبر تطعيم لجنة الميكانيزم بمدني وهو السفير سيمون كرم ليكون رئيساً للوفد اللبناني المفاوض. وفيما اتُّخذ قرارا اتفاق وقف إطلاق النار والتفاوض عبر شخص مدني بإجماع الرؤساء الثلاثة، إلا أنّ حزب الله أبدى اعتراضه على القرارين.
هذا الإعتراض يعود إلى تباينات داخل حزب الله وكذلك تباينات وصراع داخل إيران، وهو ما يؤدي اليوم إلى اختلاف في التوجهات السياسية بين حزب الله وحركة أمل ظهرت جلياً بأنّ الحزب لم يكن موافقاً على اسم السفير كرم مع العلم أنه أبدى موافقته على مبدأ مشاركة مدني في لجنة الميكانيزم.
ولدى استيضاح معالم الخلاف بين أمل وحزب الله تنفي مصادر مقربة من الثنائي وجود هذا التباين أو الإنشقاق بين الطرفين، وأنّ التركيز ينصب على وحدة الموقف واستمرار التفاهمات مع الأخ الأكبر الرئيس نبيه بري. إلا أنّ مصادر مطلعة أكدت لموقع “هنا لبنان” أنّ الانفصال قد حصل بين حركة أمل وحزب الله حول قضية “خيار الحرب” وفي حال تحوّل الخلاف إلى ظاهرة قد يؤثر على المواقع السياسية في الدولة، وقرار حركة أمل اتُّخذ بسبب إدراكها بخطورة الأوضاع مؤكدة أنّ أي رصاصة قد تطلق باتجاه إسرائيل قد تؤدي إلى تدمير الضاحية بالكامل وتداعياتها ستكون صعبة وأبرزها مسألة التهجير مجدداً. لذلك فإنّ حركة أمل أبلغت الحزب بأنّها لن توافق على أيّ مغامرة عسكرية قد تؤدي إلى الضرر بالطائفة الشيعية التي لم يعد لديها القدرة على التحمل، وهو ما حمله موفد الرئيس بري علي حسن خليل إلى طهران في زيارته الأخيرة والذي تزامن مع رسالة المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني إلى إيران والتي ركّز فيها على “حساسية المرحلة التي تمرّ بها الطائفة الشيعية في لبنان، محذّراً من أنّ الظروف الراهنة باتت حرجة جداً وتتطلب حماية عاجلة، وبأنه لا يجوز ترك المجتمع الشيعي اللبناني عرضة لحرب جديدة، لما قد يترتب عن أي مواجهة من موجات تهجير إضافية، وتدهور في أمن القرى والبلدات، وتعاظم هشاشة البيئة الاجتماعية التي أنهكتها الحرب طوال الأشهر الماضية”.
أما حزب الله وبحسب المصادر فقد انقسم إلى عدة أجنحة ومنها جناح سياسي أو ما يسمى بالجناح اللبناني والذي يفضل عدم الخوض في أي حرب والتعاطي بروية مع الإستحقاقات الداخلية والخارجية، والجناح العسكري المتطرّف الذي يفضل المواجهة العسكرية والتمسك بالسلاح في ظل الضغط الدولي الذي يتعرض له الحزب والذي قد يقوم بعملية ضد إسرائيل على الرغم من أنه يعرف نتائجها الكارثية عليه وعلى بيئته. واعتبرت المصادر أنّ هذه الأجنحة هي امتداد للأجنحة الإيرانية والصراعات الداخلية فيما بينها والتي ظهرت إلى العلن لا سيما بين روحاني والحرس الثوري.
ليست المرة الأولى التي تحصل فيها تباينات وصراعات بين حركة أمل وحزب الله، إلا أنّ الواقع الحالي مختلف عن السابق ويتطلب درجة عالية من الحكمة والدراية التي يحاول رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري العمل عليها من أجل تثبيت ما يسمى بموقف الثنائي الشيعي والحفاظ على التناغم ووحدة الصف واللذين قد يهتزّان مع أي مغامرة غير محسوبة من قبل الجناح العسكري المتطرف في حزب الله بطلب إيراني قد يؤدي إلى تغيير الواقع الشيعي برمته. من هنا كان قرار التفاوض وضم السفير كرم إلى لجنة الميكانيزم والتي اعتبرتها مصادر سياسية بأنها مهمة لوضع حدودٍ وإطار للحرب الإسرائيلية على لبنان والتي كانت بلا قيود في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة، مما يشكل توازناً مقبولاً سيتم العودة إليه من خلال التفاوض السياسي والدبلوماسي، واعتبرت المصادر أنّ خلق هذا الإطار التفاوضي سيؤدي حتماً إلى إبعاد شبح الحرب الشاملة عن لبنان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هكذا يخدع “الحزب” مناصريه | ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص: إنجاز يحقّق المصلحة العليا للبنان ويمنحه أفضلية بحرية واضحة! | ما وراء استهداف الطبطبائي و”منيح اللي استشهد السيّد” |




