وسط بيروت يستعيد نبض الأعياد “بلا عوائق”!

خطوة إزالة العوائق الإسمنتية والحديدية، تُعيد لوسط بيروت دوره الحيوي كقلب نابض للمدينة وسكانها، فقد رجعت إليه مؤخراً الحركة والازدحام بعد سنوات من الشلل والجمود، وترافق ذلك مع تزيين المحلات التجارية احتفالاً بالأعياد المجيدة
كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:
تزامناً مع فترة الأعياد وما تحمله من حركة كثيفة وزيارة أعداد كبيرة من المغتربين إلى لبنان، شهد وسط بيروت خطوة إيجابية لافتة تمثّلت في إزالة العوائق الإسمنتية والبلاستيكية من عدد من الشوارع الأساسية، في مبادرة أعادت فتح المساحات العامة أمام المواطنين وأسهمت في تحسين الحركة والمشهد العام في قلب العاصمة.
فبعد سنوات من الحواجز المختلفة، التي أعاقت سير المواطنين، أزيلت العوائق في مناطق عدة أبرزها ميناء الحصن، شارع فوش، شارع البطريرك حويّك، جادة الملك سلمان ومحيطها، فاتحة الطريق أمامهم للتنقل براحة وسلاسة تامة.
وفي هذا الإطار، أكدت شركة سوليدير، أنّ المبادرة تهدف إلى تسهيل حياة المواطنين والزوار، ولا سيما خلال فترة الأعياد، ولجعل وسط بيروت أكثر انفتاحاً وسهولة في التنقل. وأوضح مدير التطوير في “سوليدير” سامي حموي أنّ “العوائق الإسمنتية والبلاستيكية وأحواض الزهور التي وضعت في العاصمة جاءت في مرحلة كان لبنان يمرّ خلالها بظروف استثنائية وصعبة، سواء لدواعٍ أمنية أو نتيجة المظاهرات التي استدعت تحصين بعض الطرقات والمحلات التجارية، إضافة إلى توقّف العمل بنظام «الباركميتر»، وأدّت هذه العوامل مجتمعة إلى الإبقاء على تلك العوائق، بل وزيادة عددها أحياناً، ما انعكس عرقلةً لحركة السير”.
وأشار حموي في حديث لـ “هنا لبنان” إلى أن تبدّل الظروف وبدء الدولة باتخاذ إجراءات تنظيمية أسهما في معالجة هذا الواقع، لافتاً إلى “أنّ دولة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام طلب شخصياً إزالة العوائق، وأعطى توجيهاته لوزارة الداخلية والقوى الأمنية لتنظيم حركة السير، إلى جانب إعادة النظر في مناقصات «الباركميتر» ووضع وتفعيل إشارات السير”، مؤكّداً أنّ “هذه الخطوات ساعدت في تسهيل حركة المشاة والسيارات في وسط بيروت”.
إزالة العوائق التي تأتي انسجاماً مع المخطط التوجيهي الرامي إلى تحويل وسط العاصمة إلى مساحة مفتوحة وحيوية، لا تقتصر على إزالة العوائق فحسب، بل تندرج ضمن خطة أشمل تعمل سوليدير على تنفيذها. وكشف حموي عن مجموعة مشاريع جديدة قيد التنفيذ تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وتسهيل تنقّلهم في وسط العاصمة، مشيراً إلى أنّ العمل حالياً يجري على تنفيذ مشروع حديقة ساحة الشهداء وحديقة الشهيد رفيق الحريري على الواجهة البحرية. وأوضح أنّ “خطوات لاحقة ستُتخذ في هذا الإطار، بما ينعكس إيجاباً على راحة المواطنين عبر توفير مساحات خضراء ستشكّل متنفساً ضرورياً لمدينة تعاني من قلة المساحات العامة والكثافة العمرانية وتعزّز حرية التنقّل في العاصمة”.
إحياء بيروت
المبادرة التي ستتوسع خلال الأيام المقبلة لتشمل شارع المصارف، اللعازارية والباشورة، إضافة إلى واجهة بيروت البحرية بالكامل، تهدف إلى جعل العاصمة أكثر انسجاماً وراحة وحيوية. هذه الخطوة لاقت ترحيباً واسعاً من المواطنين، إذ عبّر عدد منهم عن امتنانهم لإزالة العوائق التي أعاقت الحركة لسنوات. وأشار مواطنون إلى أنّ “فتح الطرقات والمساحات العامة أعاد شعور الراحة والأمان، وسهّل التنقل مشياً وبالسيارات”، فيما اعتبر آخرون أنّ “هذه المبادرة تنعكس إيجاباً على الحركة التجارية وتشجّع الناس على العودة إلى وسط بيروت، خصوصاً في موسم الأعياد”.
خطوة إزالة العوائق الإسمنتية والحديدية، تُعيد لوسط بيروت دوره الحيوي كقلب نابض للمدينة وسكانها، فقد عادت إليه مؤخراً الحركة والازدحام بعد سنوات من الشلل والجمود، وترافق ذلك مع تزيين المحلات التجارية احتفالاً بالأعياد المجيدة. وبانتظار استكمال مثل تلك المبادرات، يمكن القول أنّ الوسط، استعاد دوره في استقبال المقيمين والمغتربين بصورة أكثر حيوية، تمنح “ست الدنيا” طابعاً أكثر انفتاحاً وجمالاً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
وفد قضائي لبناني إلى دمشق لبحث تسليم الموقوفين السوريين! | إحباط أخطر عمليات تهريب الكبتاغون إلى السعودية مُموَّهةً بعلب الدهان | تسريع عودة اللاجئين السوريين بدعم أممي والأرقام إلى ارتفاع |




