الضربة القاضية!

هؤلاء الذين يتلطّون بشعار مصلحة المواطن يحاولون أن يغشّوه ببعض المكاسب الآنيّة التي لا تُحقّق أي خطوة فعلية في مسار قيام الدولة، وبالتالي يتهرّب هؤلاء من المسؤوليات الجسام التي تستلزم مواجهةً سياسيةً وثباتًا في الموقف لنقل البلاد من مكان إلى آخر.
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
لا أحد يمكنه أن يؤمّن مصالح الناس ما لم يكن راغبًا في تأمينها، ولا يمكن لهذه المصالح أن تتحقّق فعلًا إن لم تكن هناك دولة قوية قادرة يُحترم فيها القانون والدستور.
لا يدرك بعض النواب والقوى السياسية التي تسوّق لنفسها أنّها في مواجهة الدويلة، أنّهم يُطيلون عمر الفوضى والخراب والحرب جرّاء ممارسات يقومون بها تنبع من مصالح شخصية ضيّقة ومن ولاء مذهبي وطائفي أعمى ومن حقد دفين يرفض في النهاية أن يُجَيِّرَ أي نجاح أو تبدل في الواقع لصالح قوة سياسية لا تنتمي إلى بيئتهم، علمًا أنّ أي نجاح في هذا السياق هو نجاح للوطن ككل ولصالح الدولة ومستقبل أبنائها.
هؤلاء الذين يتلطّون بشعار مصلحة المواطن يحاولون أن يغشّوه ببعض المكاسب الآنيّة التي لا تُحقّق أي خطوة فعلية في مسار قيام الدولة، وبالتالي يتهرّب هؤلاء من المسؤوليات الجسام التي تستلزم مواجهةً سياسيةً وثباتًا في الموقف لنقل البلاد من مكان إلى آخر، ويتوهّمون أنّهم سجلوا انتصارات تجاه من يقولون إنّهم يلتقون معه على الأهداف ذاتها، ولكنّهم في الحقيقة يقدّمون انتصاراتٍ مجانيةً لمَن لا يريد للبلاد أن تخرج من الأتون الذي هي فيه، وكأنّهم ببعض تصرفاتهم عادوا ليقدموا أوراق اعتماد لدى محور متهالك يأخذون ناسهم إليه مجدّدًا فقط لأن من يُدير دفّة المعركة مع هذا المحور ليس منهم؛ أهذا ما يريده جمهور هؤلاء؟
إنّ ممارسة السياسة والعمل النيابي والعمل الوزاري هي ثقافة من أجل بناء مجتمع ووطن ودولة أفضل، وليس من أجل تسجيل نقاط في مستنقع موبوء، ففي هذا المستنقع سيُقضى على الجميع ولن ينجوَ أصحاب الفوز بالنقاط لأنّ مَن يُدير المستنقع سيوجّه لهم عاجلًا أم آجلًا الضربة القاضية، فهل يتّعظون؟!.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الدولة الهدف! | نجاح المفاوضات من مسؤولية إسرائيل و”الحزب” | “طوبى لفاعلي السلام”… ولبنان دائمًا بحاجةٍ إليهم! |




