بطريرك à la carte


أخبار بارزة, خاص 12 تموز, 2021
الراعي

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

ليس عابراً أبداً أن يقول البطريرك الماروني بشارة الراعي إنّ رئيس الجمهوريّة يخالف الدستور. قالها من الفاتيكان وقال قبلها كلاماً كثيراً ينتقد فيه رئيس الجمهوريّة، الشخص لا الموقع. في عظة الأحد، وجّه الراعي كلامه هذه المرّة الى رئيس الحكومة المكلّف.

لا يمكن تبرئة الحريري تماماً من أزمة تشكيل الحكومة. هو مسؤول أيضاً، بغضّ النظر عن النسبة المئويّة. ما يهمّنا أن لا حكومة، منذ حوالى التسعة أشهر، وعلى الحريري، حين يتعذّر التأليف وحين يسقط خيار التفاهم مع رئيس الجمهوريّة، أن يعتذر ويرمي المسؤوليّة على شريكه في التوقيع.
لا عون ولا الحريري تنازلا، من أجل البلد ومن أجل الناس. لذا، فإنّ ما قاله الراعي، أمس وقبله وما قبل قبله، محقّ وعلى الحريري أن يتلقّفه بالتفهّم والتفاهم، وأن يعتبره محفّزاً لبذل المزيد من الجهود، قبل أن يسافر من جديد الى خارج لبنان.
لكنّ المؤسف بعض ما قرأناه من تعليقات كوادر في تيّار المستقبل على كلام الراعي الذي رأوا فيه استهدافاً للطائفة السنيّة. الناس يموتون من الجوع، بينما هناك من يسأل عن حقوق الطوائف. المسلمون والمسيحيّون يتعادلون في هذه “السقطة”.
المطلوب إذاً قراءة كلام الراعي بعمق، وبإدراكٍ لموقع ودور بكركي.
على كلام بطريرك الموارنة ألا يواجَه باستنكارٍ حريريّ ولا بتهليلٍ عونيّ. الفريقان شريكان، ومواقف الراعي تؤخذ بشموليّتها وليس à la carte.
وحبّذا لو يتوقّف هذا السجال ويتفرّغ الفريقان لبناء وطنٍ بعد أن تشاركا، مع آخرين، في وصوله الى ما وصل اليه من انهيارٍ وانحدار.
تبقى بكركي، في هذه الأيّام، حاملةً لبعض الأمل. وهو ليس بكبيرٍ على كلّ حال…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us