… ونحن ماذا فعلنا؟
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
ارتفع شعارٌ في محيط المرفأ، منذ عامٍ تقريباً. شعارٌ صادق ومباشر. كتب أحدهم “دولتي فعلت هذا”، ثمّ كتبها آخرون، وانتشر الشعار.
نعم، دولتي فعلت هذا. والدولة سياسيّون وقضاة وأمنيّون وموظفون، ومن هؤلاء هناك من قصّر أو أهمل أو، ربما، تآمر.
دولتنا فعلت هذا، ليس فقط في تخزين نيترات الأمونيوم بل في سوء إدارة هذا البلد منذ سنواتٍ طويلة.
دولتنا فعلت هذا حين تخلّت عن دورها لصالح أحزاب بات أحدها أقوى من الدولة.
دولتنا فعلت هذا حين أهدرت المليارات، بينما يعاني البلد من أزمة كهرباء وبنزين ومازوت ودواء وطرقات…
دولتنا فعلت هذا حين دفعت لبنانيّين كثيرين لأن يشعروا بأنّهم في اللا دولة، فبحثوا عن هجرة وعن وطنٍ بديل، ولو في أرضٍ بعيدة، بينما أرضهم مباحة لكلّ لاجئ ونازح وباحث عن وطن.
دولتنا فعلت هذا حين حصّنت المجرمين بالدستور في مكان، وانتهكت الدستور في مكانٍ آخر، من أجل مصالحها ومواقعها وحصصها.
دولتنا فعلت هذا، وفعلت بنا وبالبلد أكثر. ولكنّ السؤال الذي يجب أن يطرح اليوم ويطرح كلّ يوم، حتى موعد الانتخابات النيابيّة المقبلة، هو: ونحن ماذا فعلنا؟
من الآن وصاعداً، يجب علينا أن نتحرّك للردّ على هذا السؤال. من فعلوا بنا هذا يجب أن نقتلعهم. أن نحاسبهم. أن نخرجهم من السلطة. يجب أن نرفع، في الانتخابات المقبلة، شعاراً جديداً نوجّهه الى السلطة بعد هزيمتها: نحن من فعلنا بكم هذا!
مواضيع مماثلة للكاتب:
 الحرب والرئاسة… الحزب وباسيل |  لبنان أمام أيّامٍ حاسمة: انتظروا العودة! |  رئيسٌ في آذار؟ هذا اسمه… |
