حضرة المرشد: لسنا سذّجاً


خاص 28 آب, 2021

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

 

أن يسأل مواطنٌ عاجزٌ وغاضبٌ ومُهان ومجروحُ، وأن تسأل أم ثكلى ووالد مفجوع وشاب محروق الجسد والقلب: “كيف لم تتمكّن دماء المظلومين في التليل ولا صرخات المذلولين على المحطات، ولا آهات مرضى السرطان، أن تؤدّي بالمسؤولين إلى إنجاز الحكومة؟” أمر بديهي.

 

وأن يسأل سياسي معارض، هذا السؤال، فالسؤال أقل ما يمكن أن يفعله.

 

أما أن يطرح، المرشد الأعلى للجمهورية، والرجل الأقوى فيها، مثل هذا السؤال، فذلك مدعاة للإستغراب، وفيه شيء من استغباء العقول غير المخدّرة.

 

وبدلاً من طرح السؤال في الهواء، وعلى الهواء، كان في إمكان سماحة المرشد أن يوجه السؤال هاتفياً، أو من خلال مرسال المراسيل، إلى المسؤولَين الحصريين عن عملية التأليف، أي حليفه المنخرط بكليته في محور الممانعة الرئيس العماد ميشال عون وصديق المقاومة الإسلامية رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي.

 

أما عن “صرخات المذلولين على المحطات وآهات مرضى السرطان” فيُسأل عنها وزراء الطاقة والصحة والإقتصاد وحكومة الدكتور دياب مجتمعة، والتي يتمثل فيها “حزبُ الله” بعماد حب الله والشاطر حسن. في أي حال يؤمل أن تكفّ بواخر النفط الإيراني المنتظرة “الصرخات” وألاّ تجلب لنا، فوق مصائبنا، العقوبات.

 

والجدير بالذكر والإستذكار، في مسألة التأليف (والتلحين)، أن دماء شهداء 4 آب 2020 وصرخات ذويهم، لم تؤدٍ إلى تسهيل ولادة حكومة السفير مصطفى أديب، بعدما حاصره الخليلان، ممثلا الثنائي الشيعي، بشروط دفعته إلى الإعتذار حتى قبل تقديم أي مسودة لصاحب الأيدي البيض. واليوم، يحاصر بعض أهل السلطة، و”حزبُ الله” ورئيس حركة أمل، ومرجعيات دينية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وأسهل طريق لـ “قطع ورقة” القاضي الجريء، إلصاق تهمة التسييس به، وهذا ما دأب عليه السيد حسن، وهو الذي ضرب صدقية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قبل أن تنشأ، ولم يعِرْ كبير اهتمام لـ 3132 بيِّنة و151000 صفحة من المستندات والإفادات التي أدلى بها نحو 323 شاهد استمعت إليهم المحكمة ذات الصدقية القصوى في 457 جلسة.

 

ومع الوقت تناسى المرشد الأعلى دماء المظلومين، من رفيق الحريري إلى وسام الحسن وما بين دولة الرئيس وسيادة اللواء من شهداء، ومن هاشم السلمان إلى لقمان سليم وما بين الإثنين من أحرار وشجعان.

ولأن المرشد الأعلى عليم بكل أمر، متضلّع من كل شأن، واثق من معلوماته فقد عرّج في آخر مونولوغ على غير محطة وحًمل كعادته على الولايات المتحدة التي “منعت بعض الدول من الاستثمار ووضع ودائع في المصارف أو تقديم هبات وأيضًا أمريكا تمنع بعض السياسيين من قبول استثمارات صينية أو روسية”. تُرى ألا يعلم سماحة المرشد أن الإستثمار يفترض وجود بيئة حاضنة له ؟ وأن هبات الدول ومكرماتها، تجاه الحكومات الصديقة، تفترض أيضاً بيئة محبّة لا تُحرّض ليلاً نهاراً، ضد السُعودية وآل سعود، ودول الخليج العربي؟

لك حضرة المرشد كل احترام، فعلى الأقل إحترم في كلمتك المقبلة عقولنا، ورجاءً خُذ في الإعتبار أننا لسنا أتباعاً أو سذّجاً.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us