ليس دفاعاً عن رجا سلامة.. بل إدانة لمحور إيران!

ترجمة هنا لبنان 18 آذار, 2022

ترجمة هنا لبنان

الهدف ليس الدّفاع عن شخصٍ معيّنٍ أو مؤسسة معينة أو قطاع معين، والقضية ليست رجا سلامة أو فرنسبنك أو المصارف بشكل عام.

ما يجب علينا ببساطة هو الدفاع عن المسار الصّحيح، وحقّ المواطنين العاديين في عيش حياةٍ طبيعية، وحمايتهم من دفع أثمان المناورات الغامضة للطبقة السياسية، ومن يغطيها، أي حزب الله.

من هنا، فإنّ قرار الحجز على أصول خمسة مصارف محلية كبرى، وإغلاق مقر فرنسبنك وفروعه يوم الأربعاء، واعتقال رجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يوم الخميس، ليس من قبيل الصدفة.

لسنوات، كان القطاع المصرفي هدفاً للميليشيا، وكان المالكون والرؤساء التنفيذيون للمؤسسات المصرفية الرئيسية يتعرضون للتهديد والترهيب.

بدأت هذه “الحملة ” في العام 2016 واستمرت حتى اليوم، ومنذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة، أي منذ 6 سنوات، يقف حزب الله الموالي لإيران في واجهة هذه الحملة.

ولا يخفي الهجوم المتكرر والمتواصل على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رغبة الحزب بدعم من حلفائه، في تعيين حاكم جديد يخدم مصالحه الحزبية.

ويثير اعتقال شقيق حاكم مصرف لبنان، رجا سلامة بعد ثلاث ساعات من استجواب المدعي العام القاضية غادة عون له، تساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذا الاعتقال، والذي يرى به البعض محاولة للضغط على رياض سلامة ودفعه للتنحي.

والمثير للجدل أيضاً، هو إغلاق المكتب الرئيسي وفروع فرنسبنك، بعد شكوى قدمها عميل أراد استرداد أمواله بالدولار “Fresh ” وليس عن طريق شيك مصرفي.

ووفق المراقبين، فإنّ المصرف قد تعرّض لإجراء جذري وواسع النطاق لصالح مودع واحد، ما أضر بجميع المودعين الآخرين للمؤسسة، وسأل هؤلاء: هل يمكن معاقبة آلاف المودعين لإرضاء واحد؟

وفي حال أردنا تطبيق هذا المنطق على 63 مصرفاً لبنانياً، فسيكون كافياً أن يتقدم 63 عميلاً بشكوى من أجل إغلاق 63 مؤسسة بالشمع الأحمر! وهذا أمر سيّئ جداً لعشرات الآلاف من المودعين وللاقتصاد الوطني ككل… أو ما تبقى منه.

وكان من الممكن اعتبار الإجراء الذي اتخذ ضد فرنسبك، خطوة سخيفة، لولا السياق السياسي في الوقت الحالي، إذ هناك محاولة لخلق حالة من عدم الاستقرار الأمني، التي تتيح المجال لحزب الله كي يحكم قبضته على كل شيء، هو وحلفاؤه، وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر.

ويفترض متابعون، أنّ هذه “الإيماءات المسرحية” غير الصحية، كما وصفها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، تهدف إلى خلق جو من عدم الاستقرار لإفساح المجال لتأجيل الانتخابات التشريعية.

وفي حال تبين أنّ هذه الفرضية صحيحة، علينا أن نسأل، إلى أي مدى يحاول النظام وحزب الله جرّنا كي يحققوا مخطط الهيمنة؟

كل هذه الأسئلة وهذه المخاوف لها مبرراتها، فالمؤامرة ضد القطاع المصرفي ترافقها عملية تفكيك موازية أو محاولة تفكيك لجميع ركائز الدولة والقطاعات الحيوية في البلاد، كما يتضح من الوضع الذي وصل إليه قصر العدل والجيش اللبناني والإدارات والمالية العامة وقطاع المستشفيات والتعليم المدرسي والجامعي (تحت وطأة سقوط العملة الوطنية)، ناهيك عن المراكز الحيوية الأخرى كالمرفأ والمطار وقطاع الاتصالات.

المسألة اليوم ليست الدفاع عن رجا أو رياض سلامة أو فرنسبنك أو القطاع المصرفي بشكل عام، بل إدانة ورفض المشروع الشيطاني الهادف لتفكيك جميع القطاعات الحيوية في الدولة خدمة للمخططات الإيرانية.

المصدر: Ici Beyrouth

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us