ماسك قتل “تويتر”… هل تختفي الديمقراطية من التغريدات؟

ترجمة هنا لبنان 29 تشرين الأول, 2022

يبدو أنه حان الوقت لنقول وداعًا لمنصة تويتر القديمة بمعظم مميزاتها، بعد أن استحوذ ايلون ماسك على منصة التواصل الاجتماعي وكان أول إجراءاته طرد عاملين في مراكز مهمة في الشركة.

وتروي الكاتبة هانا سيلينغر في مقال نشرته صحيفة “independent” كيف أنشأت حساباً خاصاً على تويتر في كانون الثاني (يناير) عام 2013 قبل أيام قليلة من نشر مقال لها في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إذ أفرزت تلك المقالة آنذاك سلسلة ردود فعل كانت تصلها عبر البريد الإلكتروني ورسائل فيسبوك، وعدداً لا حصر له من عمليات إعادة النشر والمشاركات على فيسبوك، قبل أن تعرف شيئًا عن منصة تويتر التي تم إنشاؤها قبل سبع سنوات من ذلك التاريخ وباتت منتشرة على نطاق واسع هو أمر طبيعي لسيدة من الجيل الممتد بين منتصف الستينات وبداية الثمانينات.

وتقول سيلينغر إنها قامت “بتطوير عالمي الخاص في تويتر ، والذي أصبح الآن مرفقاً بعلامة التحقق الزرقاء (التي تشير إلى أن الحساب حقيقي ومفيد ونشط)”.

كانت “تويتر” آنذاك، منصة تجمع الأشخاص الذين يتشاركون الميول والمهن، وكان مكانًا جيداً لمشاركة الأفكار والعمل، وكما كان مكانًا مسلياً وساخرًا أيضاً، ومنصة للبحث عن الدعم من الأشخاص الذين يشاركوني وجهة نظري في الحياة، وفق سيلينغر.

وتشير سيلينغر إلى أنه “في أسوأ حالاته كان “تويتر” عدواً للناس، ولم يكن من قبيل الصدفة أن يختار الرئيس السابق دونالد ج.ترامب تويتر، وليس إنستغرام لإثارة ورفع قاعدته الشعبية، وتابعت لافتة إلى أنه “يسمح تويتر، بتدوين (280 حرفًا – على الرغم من أنه عند إطلاق المنصة كان يسمح بكتابة نصف هذا العدد، وويمتع ورسائل سريعة، لأفكار عاجلة واندفاعية يمكن تعليقها بدون سياق. تم تصميم المنصة لتفجير خبر بين الناس… فقط أطلق تغريدة وشاهدها تنفجر”.

وتقول سيلينغر إن هذه الخاصية هي “النقطة التي أخطأ فيها تويتر، وفي مكان ما في بؤرة الأفكار السيئة ظهرت حركة يمينية متطرفة في السنوات القليلة الماضية، بغض النظر عن أولئك الذين يبحثون عن مجتمع عملي فعال – حاولنا تصحيح الأفكار التي تحمل أسوأ الدوافع التي انطلقت من تويتر، وتم طرد ترامب من المنصة، إضافة إلى آخرين كان آخرهم كانييه ويست الفنان المعادي للسامية”.

وترى سيلينغر أنه “عقب تسلم ايلون ماسك إدارة الشركة بدأ بسلسلة تغيرات نارية وجذرية، لذا فقد آن الأوان لتوديع منصة التواصل الاجتماعي السابقة، ولا يبدو أننا تمكنا من التغلب حقًا على الأجزاء والأفكار الحقيرة، إذ أتحدى أي شخص غير يهودي أن يقضي وقته في الرد على تغريدة واحدة من تغريدات كانييه ويست المعادية للسامية، وهو ما يشي إلى أي مدى كان وما زال تويتر مثيراً للاشمئزاز”.

ولفتت الكاتبة إلى ارتياح البعض لاستبعاد أفراد من المشاركة والتعليقات أو التغريد مما يشير إلى أن “حرية الكلام” و”خطاب الكراهية” لم تتم الإشارة إليهما على أنهما مخالفان لمعايير النشر لدى الشركة.

وأشارت إلى أن ماسك اليميني المتطرف قال في تغريدة يوم الخميس بعد استحواذه على تويتر: “لقد فعلت ذلك لمساعدة الإنسانية… فمن المهم لمستقبل الحضارة أن يكون لديك مساحة افتراضية لمناقشة المعتقدات على اختلافها بطريقة سليمة، دون اللجوء إلى العنف”، مستبعدة أن يكون ماسك بهذه العبارات على معرفة وطيدة بالعلاقة بين اللغة والعنف، معتبرة أنه من الضروري أن “يطبق الأفراد المبادئ التي ينشرونها”.

وتعتبر سيلينغر أن تويتر وثق بعض اللحظات الرائعة، فقد تمكنت الفنانة الأميركية أليسا ميلانو في عام 2017 من الترويج لحركة #MeToo التي تكافح العنف الجنسي، وفي عام 2016 لاقت تغريدة لهيلاري كلينتون انتشاراً واسعاً طلبت فيها من دونالد ترامب حذف حسابه على تويتر، كما ساهم تويتر بتقديم الإعلامية كيتلين جينر إلى العالم بعد تحولها جنسياً، كما نشر باراك أوباما صورة له وللسيدة الأولى السابقة مرفقة بعبارة “أربع سنوات أخرى” خلال ترويجه لحملته الانتخابية لولاية رئاسية ثانية ولفتت الكاتبة إلى لحظات ترفيهية ممتعة وثقها تويتر في مقاطع فيديو، كما تم نشر اختبارات للنظر كذلك الاختبار الذي يظهر فيه فستان وعلى المتابع أن يكتب اللون الذي يراه على الشاشة عبر اختيار واحد من أربعة ألوان “أزرق وأسود أم أبيض وذهبي”.

ولفتت إلى أن المنصة كانت تنشر أفكاراً وأنباء سامة، مشيرة إلى أنه “كان علينا أن نتحمل رئيساً ينفر الناس. لأكثر من أربع سنوات، حبس الكثير منا أنفاسه في انتظار التيار الذي جاء ليحكم بعده. كما أنه كان من الصعب العثور في الحال على تغريدة تحمل إساءة واضحة، وتمكن ترامب من نشر تغريدة بعد فوز بايدن في انتخابات 2020، قال فيها “لقد فاز فقط في عيون وسائل الإعلام المزيفة”، وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك حين حرض أتباعه على اقتحام مبنى الكابيتول وكان هناك الكثير من العنف.

وختمت الكاتبة مقالها ناعية تويتر، وقالت: وداعاً يا صديقي القديم الذي كنت جيدًا وممتعًا، وكنت في نفس الوقت سيئًا، وكنت مجرد طعم للمتصيدين… عندما تغادر العالم الجيد، نامل ألا يؤدي موتك إلى زوال الديمقراطية.”

المصدر: Independent

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us