ماذا يعني إعلان موسكو الانسحاب من خيرسون؟

ترجمة هنا لبنان 13 تشرين الثانى, 2022

ترجمة “هنا لبنان”

أكدت موسكو أن قوتها تنفذ عمليات انسحاب من مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، وسط ترحيب حذر من داعمي كييف الغربيين بما يمكن أن يكون انتكاسة كبيرة للغزو الروسي.

ووفق مسؤولين وخبراء عسكريين، فإن الحرب لم تنته بعد ثمانية أشهر ونصف من انطلاقها، ومن المرجح أن تستمر خلال الشتاء.

وعلى مدى أسابيع حققت القوات الأوكرانية تقدماً باتجاه خيرسون العاصمة الإقليمية الأوكرانية الوحيدة التي تمكنت روسيا من السيطرة عليها منذ غزوها في شباط.

وعلى أثر ذلك، أعلن قادة الدفاع في روسيا، الأربعاء، أنهم يسحبون قواتهم إلى الضفة الشرقية من نهر دنيبرو، بزعم إنقاذ أرواح الجنود والمدنيين، في وقت يراقب العالم إذا ما كانت القوات الروسية ستتراجع بالفعل.

قال الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة في النادي الاقتصادي بنيويورك، الأربعاء، إن الانسحاب الروسي بدأ بالفعل ووفق المؤشرات فإنهم يطبقون ما يعلنون عنه ونحن نراقب ذلك”.

وقال: “أعتقد أن الروس ينفذون انسحابهم للحفاظ على قواتهم، وبهدف إعادة الانتشار والتمركز ضمن خطوط دفاعية جنوب النهر، لكن هذا لم يتضح بعد.”

وفي ما يلي نظرة على ما تعنيه هذه الخطوة الجديدة بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب.

مسار سيئ للحرب الروسية

وجاء انسحاب موسكو من خيرسون بعد شهرين من طرد القوات الروسية بوتيرة سريعة من خاركيف، في حين أن خسارة خيرسون ستترك لروسيا القليل من المكاسب الإقليمية.

وفشلت الحملة العسكرية منذ غزوها في 24 شباط في تحقيق هدفها الاستراتيجي المبدأي المتمثل في استبدال حكومة كييف بأخرى حليفة لموسكو، في المقابل لم تتمكن روسيا سوى من الاستيلاء على ماريوبول من خلال تدميرها، ووصف الجنرال ميلي الغزو الروسي بالـ “خطأ الاستراتيجي الفادح”.

وفي سياق آخر، يتم توزيع المساعدات الإنسانية في بالاكليا عقب انسحاب القوات الروسية من منطقة خاركيف الأوكرانية في 11 سبتمبر.

وتعتقد الولايات المتحدة أن أكثر من 100 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا في الحرب، كما تكبد الجانب الأوكراني كمية الخسائر ذاتها، وسط تكتم من الطرفين بشأن أعداد الضحايا، وفق ميلي.

وبحسب تقديرات ميلي فإن انسحاب حوالى 30 ألف جندي روسي متمركزين في خيرسون ومحيطها سيستغرق أسابيع.

من جهة ثانية، تمكنت القوات الأوكرانية في الأيام القليلة الماضية، من تفجير الجسر البري الوحيد الذي يربط المدينة بالضفة الشرقية لنهر دنيبرو.

رسالة الناتو

وفي غضون ذلك، رحب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بالانسحاب الروسي من خيرسون مشيراً إلى أنه يراقب ما الخطوات الروسية على الأرض.

ولفت ستولتنبرغ عقب لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك، إلى أن “رؤية القوات الأوكرانية قادرة على تحرير المزيد من الأراضي الأوكرانية أمر يبعث الأمل، إضافة إلى الانتصارات والمكاسب التي تم تحقيقها التي تعود إلى الجنود الأوكرانيين الشجعان، مشدداً على أن “الدعم الذي يتلقونه من المملكة المتحدة، والناتو كان ضرورياً أيضًا”، متعهداً باستمرار هذا الدعم.

وفي تعليق على إعلان موسكو الانسحاب من خريسون، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنه يبدو أن الجيش الروسي يواجه “بعض المشاكل الحقيقية”، مضيفاً أن “ذلك سيتيح لجميع الأطراف إعادة دراسة وضبط المواقف خلال فترة الشتاء، ويبقى عامل الوقت كفيلاً لنرى ما إن كانت أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات لروسيا أم لا”.

القتال لم ينته بعد

وبحسب محللين استخباراتيين فإنه رغم إعلان روسيا سحب قواتها، فإن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت عمليات حفر خنادق وتعزيزات عسكرية روسية شرق خيرسون.

وبعد إعلان موسكو تراجعاً لقواتها إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، وعندما حاولت روسيا اجتياح المناطق بالدبابات والمشاة في بداية الغزو كانت تعتمد على المدفعية في هذه المعارك، وهو مؤشر إلى أنه حتى بعد انسحاب القوات الروسية إلى الضفة المقابلة للنهر ، سيظل بإمكانهم استهداف القوات الأوكرانية بقذائف الهاون، إذا ما حاولت التمركز داخل المدينة نفسها.

ووفق محللين عسكريين غربيين، فإن التوغل الأوكراني شرق خيرسون يقلق الروس، وستكون خطوط الإمداد الروسية في شبه جزيرة القرم عرضة للمدفعية الأوكرانية.

ورغم انسحاب روسيا من الجبهة الجنوبية، إلا أن المعارك الشرسة حول دونيتسك شرق البلاد مستمرة، في حين يزعم مسؤولون عسكريون أوكرانيون استهداف المئات من القوات الروسية يوميًا لا سيما في القتال الدائر في منطقة دونباس الشرقية.

وفي السياق، أكدت القوات المسلحة الأوكرانية الأربعاء الفائت، إنها “استهدفت ” 740 جنديًا على مدار 24 ساعة، فيما لم يتم التحقق من العدد الحقيقي للضحايا.

إنها معنويات لأوكرانيا

وسجلت روسيا على مدى أشهر خسائر لناحية الأراضي التي احتلتها في بداية الحرب، بالتزامن مع انتصارات كبيرة حققها الجانب الأوكراني في معاركه لاستعادة منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، وكانت خيرسون آخر مدينة تتحرر من السيطرة الروسية.

ومن منظور أوكراني، فإنه من الضروري إحراز تقدم قبل بدء فصل الشتاء، إذ أعرب المسؤولون الأوكرانيون عن قلقهم بشأن صعوبة استمرار العمليات بسبب كثافة التلوج والجليد، وسط حذر عقب إعلان روسيا الانسحاب من المدينة، مشيرين إلى أنهم لن يثقوا بالاعلان٥ الروسي قبل البدء بتنفيذ الانسحاب على أرض الواقع. ورغم ذلك، احتفل الأوكرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بانسحاب روسيا من خيرسون باعتباره انتصارًا مهمًا آخر ودليلًا على أن الحرب تسير في الاتجاه الصحيح لأوكرانيا.

المصدر: NPR

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us