بين باسيل والحزب… هل نتجه نحو طلاق ماروني أم أنه تصعيد لنسف اتفاق الطائف؟

ترجمة هنا لبنان 15 كانون الأول, 2022

ترجمة “هنا لبنان”

كتبت سناء الجاك لـ “Ici beyrouth” :

في سابقة من نوعها، أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنه لا يرغب بتحالف هش يجمع تكتله مع حزب الله معتبراً أنه مطلب محق في هذا العهد، إلا أن أسوأ ما في الأمر أنه وضع أسلحته على الطاولة مهدداً باستخدامها.

في البداية، يجب التأكيد على أن باسيل لم يحدث أي تغيير في ظل العهد، ولم يبدل مواقفه وسياسته التي أسهمت في شلل عمل الدولة ومؤسساتها ومكنت حزب الله من إزاحة كل من يعارض خطته لوضع السيادة اللبنانية رهناً لإيران.

ورغم أن سياسة الحصار هذه التي منحت حزب الله والتيار الوطني الحر السيطرة والقوة ذاتها، لا تزال سلاح باسيل المفضل، إلا أن استراتيجية الهجوم والتهديد والابتزاز والعرقلة بدأت تتجاوز الخطوط الحمراء وتثير القلق من وقوع طلاق بين حليفي مار مخايل.

إن أول مؤشر على هذه الاستراتيجية هي التلميحات التي أطلقها باسيل بشأن تطبيق اللامركزية الإدارية وهو ما تطالب به بعض الأوساط المسيحية، بما في ذلك القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ظناً منه أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ينتظر بفارغ الصبر لتشكيل ثنائي مسيحي مع التيار، وهو نفس الارتباط الذي أطلقه جعجع في تفاهم معراب، قبل أن يتعرض لخيانة من باسيل بدعم من حزب الله الذي مكنه من إحكام قبضته على السلطة وعلى المناصب الوزارية الرئيسية، مقابل “غطاء مسيحي” للفريق الموالي لإيران، المسؤول عن متابعة الخطط التوسعية لطهران.

كما أطلق باسيل مؤشراً آخر مشيراً إلى أن التصويت بورقة بيضاء لم يعد مفيداً، وهي محاولة منه للاقتراب من القوات اللبنانية بهدف ابتزاز حزب الله وفرض رئيس يؤيده الزعيمان المسيحيان، ولكن هل يعتقد باسيل فعلاً أنه يستطيع إحياء تفاهم معراب وترميم الصدع بينه بين جعجع؟ وهل سيتمكن من قلب الطاولة وتغيير سياسته بتخليه عن دعم “المقاومة” وموالاة “الشيطان الأكبر”؟

مما لا شك فيه أن باسيل والعماد عون أستاذان مبدعان في فن الخيانة. والدليل على ذلك هو اتفاق مار مخايل الذي يعتبر مقبرة دفن فيها عون القرار 1559 وأدار ظهره للأميركيين كما فعل مع جميع حلفائه في المنفى.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيدير باسيل ظهره للحزب؟ وهل سيستقبله الأميركيون مرة أخرى وكأنهم ينتظرون عودته إلى أحضانهم؟ وهل سيلمعون صورته ويسهلون وصوله إلى الرئاسة عبر إلغاء العقوبات؟

هل سيميط اللثام عن ما تفنن في إخفائه منذ اتفاق مار مخايل؟ في كل الأحوال، هو لا يحاول إخفاء ذلك عندما قال: “وقفنا معهم سنتين في الشارع أيام الحكومة التي سميت بالبتراء… فهل تصبح الحكومة اليوم ميثاقية بوجود سعادة الشامي ونجلا رياشي؟.. أي شراكة من المحتمل أن تنهار عندما تنكسر سواء كانت وطنية أم حزبية أي نتيجة اتفاق بين طرفين”، أم أنه سيكتفي بالتهديدات؟

ومن ناحية ثانية، هل سيتركه الحزب “مضطراً” ويكظم غيظه أم أنه سيقلب الطاولة عليه؟ في حين أنه نادراً ما يتسامح مع من يقف في وجهه، إلا إن كان يعمل على تقليب المواقف وتعمد تغذية الكراهية والطائفية، التي يتقنها باسيل والعماد عون، اللذان لم يدخران أي جهد لتحقيق هذه الغاية، سواء أكان عبر شن حرب على السنة، وإقصاء سعد الحريري وتقويض منصب رئيس الوزراء على وجه الخصوص، أو مواجهة الدروز لإزاحة وليد جنبلاط.

وفي الواقع، فإنه وبمجرد النظر إلى كل تلك المواقف، يظن المرء أن تصعيد الصراع مع الشيعة وإحياء شبح الفيدرالية من خلال اللامركزية الإدارية بات أمراً محتماً، بهدف مراجعة اتفاق الطائف وتعديل الدستور اللبناني، وذلك وفق رؤية المحور الإيراني وطموحاته.

ويبدو أن التصعيد قد بدأ، لكن في أي اتجاه ستذهب خواتيم الأمور؟ وهل نشهد طلاقاً مارونياً أم تصعيداً لنسف الطائف!؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar