أربع حالات انتحار في أسبوع واحد.. ماذا بعد؟!

كتب روجيه مرعب في “Ici Beyrouth“:

في سابقة لم يشهد لها لبنان مثيلاً من قبل، سُجّلت أربع حالات انتحار في أسبوع واحد في البلاد!

كان آخرها محمد إبراهيم، الموظف في صندوق تعاضد القضاة في قصر العدل في صيدا، والذي قرر وضع حدّ لحياته الأحد برصاصة في الرأس، في قريته الوردانية في جبل لبنان.

ما زالت الأسباب وراء هذا القرار غير واضحة بعد.. ولكن الإستلام لليأس يقول الكثير، فهناك عدّة فرضيات تربط حوادث الانتحار بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي لم تحرّك السلطة ساكنًا لمعالجتها وضاعفت وطأتها على المواطنين. فهذه السلطة التي تفتقر لأي رؤية للتعافي أو أي مشروع مستقبلي، تصرّ بلا هوادة على العرقلة وعلى فتح الجرح النازف في خاصرة اللبنانيين، بأعباء ضريبية جديدة بعد أن استنزفت الأخضر واليابس من الموارد.

ربما تكون هذه هي الأسباب التي دفعت حسين مروة في الزرارية وموسى الشامي في دير الزهراني وعلي أبو حمدان لترك عوائلهم وإنهاء حياتهم الأسبوع الماضي. وكان الأخير قد بعث إلى صديقه المقرّب برسالة صوتية، انتشرت على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية، يطلب منه فيها أن يعتني بأسرته ويشكو له فيها شعوره “بالإرهاق والإشمئزاز”.

وفي ظاهرة مقلقة للغاية، تزايد عدد حالات الانتحار في لبنان مع بداية الأزمة في العام 2019، مما دفع المنظمات غير الحكومية، على غرار Embrace، لتطوير حملاتها من أجل مساعدة الناس المصابين باليأس والعاجزين عن العثور عن أي بصيص للنور في النفق الذي تحتجزهم فيه الطبقة الحاكمة.. تلك الطبقة التي تدير لمعاناتهم وآلامهم الأذن الصماء باستمرار.

حتى أنّ من النواب من تنبّه لهذا الخطر المحدق. فغرد النائبان نجاة عون صليبا وملحم خلف، قبل انتشار الخبر المؤسف لانتحار محمد، عن هذه الظاهرة الأليمة. ونددا منذ البداية بتجاوز الظالمين كل الخطوط الحمر. وكتبا عبر منصة “تويتر” أن ” حسين مروة وموسى الشامي وعلي أبو حمدان، ثلاث ضحايا انتحار في أُسبوع واحد، إنهم ضحايا كل مَن لا يقوم بواجبه الدستوري ويُؤَخِّر في انتخاب رئيس الدولة لإطلاق قطار الإنقاذ!”. كما شدّدا على المسؤولية الخاصة للنواب على هذا المستوى، بالقول “نحن نوّاب الأمة، وحدنا نتحمل مسؤولية الاستنكاف هذا، المُنغَمِس بالموت! لنتوقف عن قتل الناس!”.

وتنفّذ صليبا وخلف اعتصاماً في البرلمان منذ شهر، للضغط من أجل الدفع بالمجلس النيابي لتحمل مسؤولياته، باعتباره الساحة التي تخوض فيها القوى السياسية المعارضة معركتها حول الانتخابات الرئاسية.

كما صدحت في الساحة الدينية أيضاً، أصوات داعية للإنقاذ، منها المطران الياس عودة الذي كان قد أشار إلى هذه الظاهرة في عظة الأحد الماضي، مشدّداً على مسؤولية السلطات، ومنتقداً السياسات العقيمة التي تدفع بالمواطنين للانتحار هرباً من القهر والإذلال.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us