كيف تُرفع الحصانة الدبلوماسية؟

ترجمة هنا لبنان 6 حزيران, 2023

استفسر موقع Ici Beyrouth من دلفين ميلي، محامية الدفاع الجنائي في باريس، حول إجراءات رفع الحصانة الدبلوماسية التي طلبتها فرنسا من لبنان بعد الفضيحة المتعلقة بسفير بلاد الأرز في فرنسا، رامي عدوان.

كتب Elie Valluy لـ “Ici Beyrouth“:

طلبت فرنسا من لبنان نهار الإثنين 5 حزيران، رفع الحصانة الدبلوماسية عن رامي عدوان الذي يشغر مركز سفير لبنان في باريس منذ العام 2017، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي.

ويخضع رامي عدوان للتحقيق في قضية اغتصاب وعنف متعمد بعد شكاوى رفعتها موظفتان سابقتان في إطار بعثة لبنان بباريس. وسلطت صحيفة “ميديابارت” الفرنسية الضوء على ما حصل نهار الجمعة 2 حزيران. أما الدبلوماسي فبادر لنفي جميع التهم الموجهة إليه.

موقع Ici Beyrouth اطلع على إجراءات رفع الحصانة الدبلوماسية التي قد يتعرض لها السفير اللبناني في باريس، من دلفين ميلي، محامية الدفاع الجنائي في باريس.

ما هي الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها السفير في دولة أجنبية؟

تحدد اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي وُقعت في العام 1961 إطار العلاقات الدبلوماسية بين الدول المستقلة وتشكل الأساس القانوني للحصانة الدبلوماسية. وتمكّن هذه المعاهدة الدولية الدبلوماسيين من أداء عملهم بكل حرية ودون أي خوف من الإكراه أو المضايقات أو الملاحقات من قبل البلد المضيف.

وتضمن المادة 29 من الإتفاقية بقاء “ذات المبعوث الدبلوماسي مصانة، فلا يجوز إخضاعه لأي إجراء من إجراءات القبض أو الحجز وعلى الدولة المعتمد لديها معاملته بالاحترام الواجب له واتخاذ كافة الوسائل المعقولة لمنع كل اعتداء على شخصه أو على حريته أو على كرامته.” هذا يعني أنه لا يخضع لأي إجراءات مكرهة (فلا يمكن للشرطة إلقاء القبض عليه أو إخضاعه للتفتيش أو الحجز أو الاحتجاز،..) أو اتخاذ إجراءات جنائية ضد المبعوث الدبلوماسي في الدولة المضيفة. ويمكن للدولة المعتمدة (أي التي يأتي منها المسؤول) التنازل عن الحصانة الدبلوماسية إذا طلبت منها الدولة المضيفة ذلك. لكنها قد لا تفعل ذلك أيضاً. كل هذا يتوقف على العلاقات الدبلوماسية.

هل من سوابق؟

في تموز 2019 ، رفع الفاتيكان الحصانة الدبلوماسية عن أحد دبلوماسييه لصالح العدالة الفرنسية. وحصل ذلك بعد اتهام الدبلوماسي المعني بالاعتداء الجنسي. حينها، طلبت فرنسا من الكرسي الرسولي رفع الحصانة الدبلوماسية عن الشخص المعني وقبل الفاتيكان. وفي 16 كانون الثاني 2020، حُكم على الدبلوماسي في فرنسا، بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 13 ألف يورو. وفتح التحقيق بعد تقرير حول الواقعة صدر عن دار البلدية في باريس. وبما أن هذه القضية بدت على درجة كبيرة من الخطورة، طلبت فرنسا من الفاتيكان رفع الحصانة الدبلوماسية في نيسان 2019، وقبل الفاتيكان في تموز من نفس العام ذلك ليتيح إمكانية المحاكمة. وعلى الرغم من أن هذا المثال هو حالة نادرة، إلا أنها تحمل الكثير من الرمزية.

في أي حالة يمكن لفرنسا طلب رفع الحصانة الدبلوماسية عن سفير دولة أخرى؟

في حالة الفاتيكان، بادرت فرنسا بطلب رفع الحصانة الدبلوماسية على خلفية اتهامات بالاعتداء الجنسي. هذا يعني أنه يمكن طلب رفع الحصانة حين تبدو القضية مبررة وكذلك حين تسمح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بذلك.

كيف يتم مثل هذا الإجراء؟

لا يوجد حقًا إجراء محدد لهذه العملية. يمكن ببساطة الإرسال بطلب مكتوب بين اثنين من السلك الدبلوماسي. ففي نهاية المطاف، نحن بالفعل في سياق العلاقات الدبلوماسية، وهناك عدالة بلد على المحك. لا شيء مخطط له على الأقل من الناحية الفنية. وبالتالي، الأمر منوط بالدولة المعتمدة فإما أن تقبل أو لا تقبل، وهناك عدد من العوامل الحاسمة مثل الحس المنطقي واتفاقية فيينا وقبل كل شيء جدية الحقائق والعلاقات الدبلوماسية بين الدول.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us