مضيق هرمز: هل تلعب إيران ورقة الصدمة النفطية؟

كتبت Liliane Mokbel لـ”Ici Beyrouth”:
بينما يشتعل الشرق الأوسط في لهيب التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، تعود بعض التساؤلات لتطفو إلى السطح وتثير مخاوف المجتمع الدولي: هل تُقدِم طهران على إغلاق مضيق هرمز.. ذلك الشريان الحيوي لتجارة الطاقة العالمية؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دق مساء الجمعة، ناقوس الخطر محذرًا من التداعيات الاقتصادية الجسيمة التي قد تنجم عن تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل.
وفي تصريحه الرسمي، أشار ماكرون إلى مضيق هرمز، ملمّحًا للتهديدات التي تطال طرق التجارة العالمية دون أن يسميه مباشرة. وفي ذلك إشارة ثقيلة المعنى إلى أهمية هذا الممر الاستراتيجي الذي يمر عبره نحو 26% من النفط العالمي وثلث الغاز الطبيعي المُسال، ما يجعله ورقة جيوسياسية بيد طهران.
عود على بدء: شبح الصدمة النفطية في الأفق؟
يحذر الخبراء في هذا السياق من سيناريو سوداوي يُعيد إلى الأذهان صدمات السبعينيات. وتتوقع تقارير “جي بي مورغان” أن يقفز سعر برميل النفط إلى 130 دولارًا، وهو ما يعيد إلى الذاكرة أزمة 1973، حين فرضت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوبك) حظرًا نفطيًا على حلفاء إسرائيل بعد حرب أكتوبر، ما أدى إلى تضاعف أسعار النفط أربع مرات وفجّر أزمة اقتصادية عالمية.
مقامرة محفوفة بالمخاطر.. ولكن محتملة
لا شك بأنّ استخدام ورقة المضيق ستعكس رد فعل يائس من طهران، لكن هذا لا ينفي الإحتمال. فتهديدات إيران بـ”ردود قاسية ورادعة” ردًا على الضربات الإسرائيلية بدأت تُلقي بظلالها على أمن الملاحة البحرية بالفعل.
وعلى الرغم من أن إيران لا تسيطر عسكريًا على كامل المضيق، إلّا أنّ موقعها الجغرافي يمنحها قدرة رقابية شديدة على حركة السفن، وقدرة لا يُستهان بها على تعطيل الملاحة أو اعتراضها في حال اشتد الصراع.
ويتفق الخبراء على أنّ إغلاق المضيق سيحدث موجات صدمة عالمية في مجال الطاقة، ويفتح الأبواب أمام مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، التي تعتبر حرية مرور النفط عبر المضيق خطًا أحمر. وهو خط تتردد طهران حتى الساعة في تجاوزه.
سوق مشحونة بالفعل
وطالما أنّ الممرات البحرية مفتوحة، لن يعصى على دول الخليج تعويض جزء من الانخفاض في الصادرات الإيرانية. ومع ذلك، قد يرفع أي حادث — هجوم على ناقلة أو تصعيد في البحر الأحمر أو عمليات يشنها الحوثيون — من أقساط التأمين ويزيد من كلفة الشحن، ويغذي موجة تضخم جديدة في الأسواق العالمية.
مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي، بل هو الشرارة التي قد تفجر صراعاً إقليمياً بامتدادات كونية.. شرارة تكفي لقلب موازين الطاقة في العالم بأكمله.
مواضيع ذات صلة :
![]() مضيق هرمز.. شريان الطاقة العالمي على حافة الاشتعال | ![]() تصعيد إيران وإسرائيل يهدد أمن الطاقة في لبنان ويضرب الاقتصاد | ![]() قوات إيرانية تستولي على سفينة تجارية |