إيران وحشر الأنف في لبنان: فاقد الشيء لا يعطيه!

كتب Marc Saikali  لـ”Ici Beyrouth”:

قرار تاريخي وشجاع اتخذته الدولة اللبنانية: نزع سلاح حزب الله والميليشيات كافة، بهدف استعادة السيادة الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية… هدف بديهي تتقاطع عنده طموحات جميع دول العالم بطبيعة الحال… وخطوة لا غنى عنها لإنقاذ لبنان من ظلال السلاح والحروب وإعادة إعمار قراه الجنوبية المدمّرة وإنعاش اقتصاده واستعادة ثقة كل الدول الصديقة المتأهبة لتقديم الدعم المالي.
وقد لاقى هذا القرار ترحيب الأسرة الدولية بأكملها… طبعًا باستثناء إيران، التي تجاهلت أبسط قواعد الدبلوماسية!
وأخذت طهران على عاتقها مهمة المواظبة على إشعال النيران… ويظهر ذلك جليًا من خلال تصريحات مسؤوليها (بدءًا بوزير الخارجية ووصولًا إلى “مستشار المرشد الأعلى”) التي تنادي علنًا بإفشال هذا المشروع والإبقاء على الفوضى والحرب وزعزعة الاستقرار.. جلّ ما تتمناه إيران… بكل بساطة!
ولا يزال نظام الملالي متشبثًا بهذا البلد الصغير ومتمسكًا بإحكام قبضته عليه، غير مدركٍ بأن زمن التوسع الفارسي قد ولّى.
هذا الهوس يفضح انفصالًا كاملًا عن الواقع الإقليمي بكل مستجداته، ويتطلب من اللبنانيين التأهب والحفاظ على اليقظة بمواجهة محاولات التخريب وزعزعة الاستقرار التي لن يتردّد نظام الملالي في تغذيتها.
ومع ذلك، إيران هي آخر من يحقّ له تقديم النصح أو الإملاءات… كيف لا وقد مُنيت بهزيمة مذلة أمام إسرائيل في حرب الاثني عشر يومًا في حزيران الماضي… أليس الأجدر بها التركيز على أزماتها الداخلية وأوضاعها المتردية عوضا عن التطفل وحشر أنفها في شؤون الآخرين؟
وفي الأصل، بأي حق تمنح إيران نفسها سلطة فرض إرادتها على دولة ذات سيادة؟ وأين تكمن مصلحتها في إبقاء لبنان في حالة حرب، وتعطيل إعادة إعمار قراه وإطالة معاناة شعبه؟ الإجابة واضحة ولا تخفى على أحد: لم تطمح إيران البتّة لإرساء السلام في لبنان، بل للسيطرة عليه. وهي تفضّل أن تراه خرابًا على أن تراه حرًّا، وأمام هذا القدر من الصَّفاقة، بلغ السيل الزبى!
لقد عزم لبنان على استعادة زمام مصيره. وآن الوقت لأن يكفّ الطامحون لإبقائه تحت الوصاية الأجنبية، عن تدخلاتهم،.. لقد آن الأوان ليمضي هذا البلد قدمًا!
لبنان ليس ساحةً لتصفية الحسابات والأطماع الإقليمية… لبنان وطن يتطلع للسلام ولإعادة البناء وللحرية قبل أي شيء آخر!
لقد خسر داريوس معركة الثرموبايلي بنسختها الحالية… لقد هزمت إيران، ولا مجال للعودة أو النصر… فهلّا تكرم أحدكم بإيقاظها من سباتها العميق؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us