“أغلقوا كل شيء”: السمّ نفسه… في فرنسا كما في لبنان!

ترجمة هنا لبنان 13 أيلول, 2025

كتب Marc Saikali لـIci Beyrouth”:

في باريس، الفوضى على أصولها… والتسويق هو “للتحرك الكبير” وكأنّ البلاد بحاجةٍ إلى جرعةٍ إلزاميةٍ من الفوضى! ولكن الحقيقة؟ الأمر أشبه بمهرجان كبير: حزب “فرنسا غير الخاضعة” يقرع الطبول، وأحزاب اليسار تتمايل و”البلاك بلوكس” يتولّون كلّ التخريب من خلف الأقنعة. ونظرًا لعجز الحزب عن الفوز بالانتخابات، يستثمر الشارع كبديل. والنتيجة؟ نوافذ محطمة وقطارات معلّقة وشعارات برّاقة عن “الديمقراطية التشاركية”. باختصار: “نخلق الخراب (الفوضى بلسان مؤدّب) وننتظر أن يرفع الآخرون الرّاية البيضاء”.

في بيروت، العرض فولكلوري بشكلٍ أكبر لكنّه لا يقل فاعليّةً. لا وجود لشباب مقنّعين بالأسود مثل “البلاك بلوكس”، بل البديل المحلي: مئات الدراجات النارية التابعة لحزب الله تجوب الشوارع بمجرد أن يجرؤ أحد على ذكر عبارة “نزع السلاح”. هدير المحرّكات وسيلٌ من الرايات الصفراء والرسالة واضحة: “نحن في كل مكان، نرى كل شيء، ولن نتنازل عن شيء”. الفرق؟ البعض يُحطّم النوافذ، والبعض الآخر يعرض الصواريخ للتباهي. أسلوبان مختلفان والهدف واحد: ترهيب الأغلبية الصامتة وإبقاؤها تحت الضغط.

وأين الحكومات من كل ذلك؟ هنا أيضًا، المشهد انعكاس في المرآة. في فرنسا، رئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو، يتّخذ كل درجات الحيطة والحذر على الرغم من مضي يومين بالكاد على تعيينه: تمّ نشر 80 ألف شرطي ودركي، ومع ذلك يعلم الجميع أنّ أي رصاصة طائشة أو “خطأ” صغير قد يقلب الوضع رأسًا على عقب. وكالات التصنيف الدولية تُراقب الوضع وتلوّح بخفض التصنيف الائتماني لفرنسا، ما يعكس تراجع الثقة، في ظلّ دينٍ عامٍ ارتفع بمقدار مليار يورو. وفي لبنان، المشهد لا يخفى على أحد: تقييم الدولة الائتماني انخفض لدرجة افتراضية تختصر في السلبيّات المنتهى. في كلتا الحالتين، تعيش الدولة تحت الضغط، كمن يسير على حبلٍ رفيعٍ بين الفوضى والانهيار.

باختصار، سواء أُوقف قطار في ليون أو تمّ تعطيل مجلس وزراء في بيروت، الخلطة هي نفسها: إثارة الفوضى لفرض السيطرة. وهذا بالضبط ما قصدّه الأمين العام لحزب الله في آخر خطاب له هذا الأربعاء: رسالة قصيرة وواضحة: “لا شيء يهمّ فعلًا، انسوا موضوع نزع السلاح”.

في فرنسا كما في لبنان، القوي يفرض القانون في الوقت الحالي، ومع ذلك يُقدّم الأمر للناس تحت شعار مستهلك وطويل العهد على أنه خدمة عامة.

ووسط كل هذه الفوضى، تستحضرنا مقولة تشرشل: “إذا وجدت نفسك تمرّ عبر الجحيم، فاستمر في السير”…

ربّما ينتظرك الأمل في آخر النفق الجهنمي!.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us