الأمين العام للحزب والأسطوانة الأسبوعية: غدًا لناظره قريب!

ترجمة “هنا لبنان”
كتب Marc Saikali لـ”Ici Beyrouth“:
يأبى الأمين العام لحزب الله إلّا أن يهلّ هلاله على الشاشة أمام اللبنانيين في موعده الأسبوعي! لا يحيد قيد أنملة عن هذا العهد… والموعد المرتقب المقبل في 19 أيلول 2025. وأمام هذا اللقاء الروتيني، كم تستحيل أكثر المسلسلات التركية المملّة والمدبلجة باللهجة السورية، مبهرةً بأضواء هوليوودية استثنائية!
اللقاء المنتظر والتصريحات العظيمة مسجّلة بالطبع حرصًا على تفادي مخاطر العفوية وتجنّب العيون الإسرائيلية الثاقبة! والحرص ينسحب حتى على الديكور والخلفيّة “محايدة” التي تفتقر لأي هوية… كأنّ بها جدار قبو مجهول أو قبرًا خاصمته الحياة.
وما بالك بالسيناريو؟ هي الأسطوانة نفسها تتكرر أسبوعًا بعدَ أسبوع… عبارات مُعادَة التدوير وتكرار لامتناهٍ يتوخى لفرط التشديد… إقناع العالم بأنّ لها وقع الرعب والرهبة! نكاد نتمنّى لو يأخذ دقيقة صمت… أقلّها لتحريك بعض التشويق! ولكن الأسطوانة تدور وتدور… يهلّ الموعد ويطلّ الأمين… ثابتًا في مكانه… متصلبًا… يستعرض مسلسلًا مستمرًا، علمًا أن النهاية فُضحت منذ الحلقة الأولى!
وفي كلّ مرة، يتكرّر “المونولوج” نفسه: الأمين… وحيدًا أمام الكاميرا، يشقى ليصدر صوتًا رصينًا وليعقّد عضلات وجهه بجدية ورصانة. يهدّد ويصرّح ويلوّح بالترهيب بنصٍ بالٍ حفظنا سطوره عن ظهر قلب. لا جديد ولا مفاجأة! النبرة الرتيبة نفسها والوضعية الهابطة نفسها… والعينان الضائعتان بين اليمين واليسار… والتنهّد الأسبوعي: “ها هو يطل مجدّدًا!”.
تلك الآلية باتت مملّةً حد الثمالة.. كلمات تشقى أيضًا لتظفر بأي معنى ولا يلوّح من طيفها إلّا الفراغ… وتهديدات تتلاشى في تسونامي من الجمل والعبارات… والمُشاهد المُجبر على المتابعة يبدأ بالتساؤل: أي عقاب أقسى وأيّهما أكثر رتابة؟ تلك الإطلالة التي ضقنا بها ذرعًا أم ذلك العدو الوهمي الذي مللنا من التهديد به بين الفينة والفينة؟
إذا عزم الأمين العام على الاستمرار على هذا المنوال، قد نجدنا مطالبين بإخضاعه… هو هذه المرة… للتدريب الإعلامي… لعلّه يُضفي بعض التنوّع والتشويق على عرضه. وللتوضيح، لسنا بصدد الإعلان عن تولّينا لهذه المهمة… أبدًا وحاشا! فالكثير من العمل بانتظارنا! هلمّ بنا ولنستعد! إنّ غدًا (وتحديدًا 19 أيلول)… لناظره قريب!.