حزب الله: “أنا الدّولة”

كتب Marc Saikali لـ“Ici Beyrouth”:
ها هو حزب الله يتجاوز من جديد جميع الخطوط الحمراء.
رَغم الحظر الواضح والرسمي الصّادر عن الدّولة ممثلة برئاسة الحكومة، قام الحزب بإضاءة صخرة الروشة بصورتيْ نصرالله وصفيّ الدّين.
استفزاز رمزيّ يحمل في طيّاته معانٍ كثيرة: نحن أمام ميليشيا لا تنصاع إلّا لأوامر طهران وتتجاهل القوانين المحلية والقرارات الدوليّة.
فمنذ اللّحظة الّتي أكّدت فيها الدّولة اللبنانيّة حصريّة السّلاح بيد الجيش الوطنيّ، باتت أسلحة حزب الله غير قانونيّة … رسمياً.
مع ذلك، تواصل الميليشيا الاستعراض والتّرهيب، متحدّيةً بذلك الحكومة والمجتمع الدوليّ، العاجزيْن والمكتفييْن بالتفرّج.
ومع حلول كلّ صباح، نقترب أكثر وأكثر من تحقّق “الخطة ب” الّتي تنصّ على منح إسرائيل حقّ الردّ وشنّ حرب جديدة ضدّ هذه الميليشيا وسلاحها.
ولكي لا ينسى أحد، فإنّ حصيلة حرب “إسناد غزة” الّتي شنّها حزب الله، دون شور ولا دستور قد وصلت إلى 5,500 قتيل، ونحو 20,000 جريح، و60,000 منزل مدمّر بشكل كامل، وخسائر ماليّة بلغت أكثر 14 مليار دولار، هذا فضلًا عن 100,000 نازح ومهجر. ورغم هذا المشهد الفظيع، يواصل حزب الله استفزازاته وكأنّ ما حدث تفصيل تافه.
أما وبعد إضاءة الصخرة، رغماً عن أنف الدولة، من سيهتمّ بخطابات “الانتصار”، أو شعارات “المقاومة” وسلاحها؟ فعندما تُنتهك القوانين، ويُحوّلُ الشعب إلى ضحية، رغماً عنه، تصبح المسؤوليّة السياسيّة هي القضيّة الحقيقيّة وليس الشرعيّة العسكريّة. وعليه، فقد أصبح حزب الله خارجًا عن القانون…
أما الأنظار الآن، فستتّجه إلى السّلطات اللبنانيّة المُهانة بشكل علنيّ: هل من رد فعل؟