جوزاف عون: “لا بدّ من التفاوض” مع إسرائيل

ترجمة “هنا لبنان”
كتب Marc Saikali لـ”Ici Beyrouth“:
“لا يمكن أن نكون خارج مسارات التسويات في المنطقة” و”لا بدّ من التفاوض” مع إسرائيل… عبارتان صرّح بهما الرئيس جوزاف عون في مشهدٍ قد يرسّخ نقطة تحوّل حقيقية في مسار لبنان.
وقعُ العبارتَيْن القصيرتَيْن نسبيًا يتردّد بعيدًا ومدوّيًا في الفضاءين المحلي والإقليمي، ويتقاطع مع خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أشاد أمام الكنيست بجهود الرئيس اللبناني، في تلميحٍ صريحٍ لمساعي نزع سلاح حزب الله.
وتأتي هذه المواقف في لحظة مفصلية يغيب فيها لبنان عن مسرح الأحداث الكبرى، وتحديدًا قمة السلام التي عُقِدت في شرم الشيخ.
ففي شرم الشيخ المصرية، اجتمع أكثر من ثلاثين رئيس دولة وحكومة في قمّةٍ ترسم ملامح مستقبل المنطقة، بينما بقي المقعد اللبناني شاغرًا في غيابٍ فاضحٍ يعكس حجم العزلة والانكفاء، ويكشف الحاجة الماسّة لاستعادة لبنان صوته وموقعه الطبيعي على الطاولة التي تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.
وهنا جوهر رسالة عون: “لبنان ما عاد قادرًا على الاكتفاء بدور المتفرّج على أزمات الآخرين، ولا على العيش على هامش صراعاتٍ تُدار فوق أرضه وباسمه. لقد آن الأوان ليعود فاعلًا، ولو من موقع الساعي إلى الاستقرار، وتفادي الوقوع في دوّامة الفوضى. وبينما تقلب حرب غزّة آخر صفحاتها، تُفتح فجوة أمل ضيقة تتيح للدبلوماسية أن تستعيد أنفاسها، ولحلول الحوار والتفاوض مكان الرصاص.
صحيح أن الطريق لا يزال محفوفًا بالعقبات، لكن في منطقةٍ يشلّها الخوف وتثقلها الريبة، بدت كلمات عون كجرعة أوكسجين بعد اختناق طويل. ومن يدري؟ أحيانًا، جلّ ما يتطلبه الأمر… كلمة أو عبارة كفيلة بتغيير مجرى التاريخ!
اليوم، تقف الميليشيا الموالية لإيران مكشوفةً بالكامل… حتى حركة حماس، التي خاض حزب الله حرب “الإسناد” من أجلها، تفاوض على تسليم سلاحها والسلطة. وفي المقابل، يقف لبنان منهكًا… نصفه مدمَّر وأغلب جيوبه خاوية… إعادة الإعمار وحدها تتطلّب نحو أربعة عشر مليار دولار، كما ذكّر الرئيس عون، في معرض تشديده على أن خلاص لبنان رهن بمؤتمر دعم دولي. لكن هذا المؤتمر لن يُعقد، كما أوضح جيدًا، طالما أن السلاح خارج سلطة الدولة.
وبينما تهبّ رياح جديدة على الشرق الأوسط، يجد حزب الله وراعيه الإيراني نفسَيْهما أمام مفترق حاسم: فهل يواصلان الحروب العبثية باسم الفلسطينيين الذين اختاروا هم أنفسهم طريق التسويات؟ أم يسمحان للشعب اللبناني، المنهك والمثقل بالمعاناة والجوع، بالالتحاق بركب التاريخ الذي يُكتَب سريعًا… أمام أعيننا؟.