الشمال المُهْمل.. يتأثر بشدة من تداعيات الانهيار الاقتصادي في لبنان

ترجمة هنا لبنان 30 حزيران, 2021

نشر موقع The Daily Star بعنوان: “الشمال المُهْمل.. يتأثر بشدة من تداعيات الانهيار الاقتصادي في لبنان”

رويترز: طرابلس-لبنان
عمل طه رزق لثلاثة أيام فقط خلال أكثر من شهر في مخبزه، في طرابلس شمال لبنان المُهمل، حيث تسبّب الانهيار الاقتصادي بأشد الأضرار وأوقع الآلاف من أمثاله في فقر مدقع.
المخبز نجا مثل طرابلس نفسها، من معاناة سابقة حين انفجرت التوترات الطائفيّة وحدثت اشتباكات في الشارع بسبب تأجيج الحرب الدائرة في سوريا المجاورة ، لكن أفرانه الآن باردة ورفوفه لا تحتوي إلا على كيسين من الدقيق.
قال رزق الذي كان ضحية للانهيار الاقتصادي في لبنان: “إن المخبز قلّص قوته التشغيليّة من 25 يوماً إلى يومين فقط شهرياً، وقد عمل ثلاثة أيام فقط منذ آخر عطلة دينية في منتصف شهر أيار – حيث كان آخرها خبز صواني حلويات بقيمة 50.000 ليرة لبنانية ، أو ما يعادل
3.30 دولار في السوق السوداء.
“اعتدنا العمل ، والآن نقترض وننفق” ، هذا ما قاله البالغ من العمر 33 عامًا، وهو أب لابنتين، وتنتظر زوجتُه طفلًا ثالثًا قريبًا.

المخبز الذي كان يستهلك الطحين بالطن، بات يشتري الآن إمدادات مثل السكَّر والسَّمن في أكياس صغيرة لا تزيد عن بضعة كيلوغرامات ، وذلك بعد أن تبخَّر الطلب على المعجّنات الحلوة، وخفّض الناس إنفاقهم على الضروريات.

بدوره صرّح Bujar Hoxha مدير منظمة Care International للإغاثة في لبنان: “للأسف ، تضرّر شمال لبنان أكثر بكثير من المناطق الأخرى في البلد. الوضع هناك مأساوي للغاية”.
وقال إن أعداداً كبيرة من الشركات أقفلت وأعمالاً كثيرة توقّفت.
حتى بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا يعملون ، فإن الرواتب بالدولار لا تساوي سوى عُشر مستواها في عام 2019 ، بينما ترتفع أسعار المواد الغذائية بلا هوادة.
صرّح البنك الدولي إن الانهيار الاقتصادي في لبنان هو أحد أشد الانهيارات الداخلية في العالم في التاريخ الحديث.
وتقول حكومة تصريف الأعمال إنها لم تعد قادرة على استخدام الاحتياطيات الأجنبيّة لدعم الغذاء والوقود.
وتأمل في تقديم الدعم المالي للأسر الفقيرة التي تراجع دعمها ، ولكنها قد لا تمتلك الموارد أو السلطة السياسية لتقديمه.
وقالHoxha إن نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر ويحتاجون إلى مساعدات غذائية في جميع أنحاء البلاد قد تصل إلى 70٪ هذا العام ، مما يجبر مجموعات الإغاثة على إعادة تركيز عملياتها بشكل عاجل.
وقال: “عندما دخلت منظمة Care International إلى لبنان ، دخلنا بالفعل لدعم اللاجئين السوريين”.
وبعد ما يقرب من عقد من مساعدتهم ، رأت المنظمة الأزمة اللبنانية تنبثق قبل عامين.
وقال “لقد عدّلنا استراتيجياتنا وأعدنا توجيه مواردنا”.

عمالة الاطفال

لقد أصاب ارتفاع الفقر الصغار والكبار على حد سواء.
فقد ترك شادي لبابيدي (16 عامًا) المدرسة منذ أكثر من عام للعمل بدوام كامل. حيث قال في ورشة عمل إصلاح قطع السيارات المصنوعة من الألياف الزجاجية: “أنا سعيد في العمل ولكن سيكون من الأفضل لو كنت في المدرسة. أنا أعمل لمساعدة عائلتي..كل شيء باهظ الثمن والدولار 15 ألف ليرة (الآن ارتفع اكثر ) حتى كيس رقائق البطاطس يكلف 2000 ليرة “.

يقول إنه يكسب ما بين 75000 و 100000! ليرة في الأسبوع – أي أقل من 7 دولارات.
تدور حياته بين العمل والنوم ، لكنه يحلم بالخروج من طرابلس لرؤية بلده ، من مدينة بعلبك القديمة في سهل البقاع إلى أشجار الأرز الشهيرة في جبال لبنان.
“أريد أن أحصل على وظيفة دائمة لائقة ، وأن أحصل على بعض المال لمساعدة والديّ ، وأن أعيش مثل الآخرين بدلاً من أن أعيش هذه الحياة البائسة”.

وفي شقة بالطابق الأرضي من غرفة واحدة ، تعيش نزهة حمزة البالغة من العمر 73 عامًا مع ابنها العاطل عن العمل وابنتها المصابة بمتلازمة “داون”.
كانت قد نجت من الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 عامًا ، وهي تحاول الآن جني الأموال من فرز وتعبئة باقات من أوراق العنب للبقالة؛ لتكسب 2000 ليرة (13 سنتًا) للكيلو.
تقول: “إذا كان لدي (نقود) آكل.. وإن لم يكن لدي؛ لا آكل”.
مثلها مثل الآخرين الذين تضرروا من حجم وسرعة الانهيار في لبنان ، بحيث تعتمد بشكل متزايد على المساعدات للحصول على دعم مالي شهري من Care بينما يفشل السياسيون اللبنانيون في الاتفاق حتى على الخطوة الأولى للمساعدة، وهي تشكيل حكومة جديدة لمعالجة الأزمة.
وقال Hoxha “إنها مثل مملكة الغياب – غياب الدعم المؤسسي للمواطنين” مشيراً إلى الشّلل السياسي الذي دفع قطاع الإغاثة للدخول في الفراغ وتقديم المساعدات الطارئة.
“هذا يبدو وكأنه وضع ما بعد الصراع ، كما لو كانت هناك حرب قبل أسبوعين أو أربعة أو ستة أسابيع. لا توجد آليات ولا مؤسسات.”

المصدر: موقع The Daily Star

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us