“الطباخون” أنفسهم ومهمّة “هرقلية”.. هل تنجح حكومة نجيب ميقاتي؟

هناك الكثير من الشكوك، بعد ولادة حكومة في لبنان، وهي حكومة أتت بعد مخاض استمر لمدة 13 شهراً، ويترتب عليها مهمّات صعبة لاسيّما لجهة إجراء إصلاحات للنهوض بهذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.

وتشكيل الحكومة التي تضمّ 24 وزيراً، يعدّ الممرّ الإلزامي لأيّ مساعدة دولية. وقد شهد لبنان في الأيام السابقة مفاوضات عدّة بين الأطراف السياسية، وشعر اللبنانيون بالإحباط من إمكانية التشكيل في ظلّ الحديث عن العراقيل التي تحول دون ذلك.

غير أنّ تشكيل الحكومة وإن “نفّس” الأجواء السياسية قليلاً، إلا أنّ الثقة من قبل الشعب ما زالت شبه معدومة، إذ تساءل العديد من الإعلاميين والناشطين عن قدرة هذه الحكومة على إنقاذ الوضع الاقتصادي والبدء بإصلاحات، لاسيّما وأنّ الوزراء فيها يمثلون الأحزاب الحاكمة نفسها.

الباحث السياسي سامي نادر، يرى في حديث لوكالة “فرانس برس”، أنّ “تشكيل الحكومة تمّ على يد الطباخين أنفسهم الذين عرفناهم لسنوات عدّة”، وسأل: ” هل باستطاعة هؤلاء تقديم وجبة جديدة؟ خوفنا الحقيقي هو من أن يعجزوا على تقديم أيّ جديد”.

وكانت صحيفة “لوريان لو جور”، قد اعتبرت في صفحتها الأولى أنّ مهمة الحكومة الجديدة ستكون “هرقلية”.

وعلى الرغم من تمتع بعض وزراء الحكومة بالكفاءة اللازمة، وفي مقدمتهم مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض، الذي قاد معركة محاربة فيروس كورونا، إلا أنّ الشكوك لا تزال قائمة.

في هذا السياق تؤكد مها يحيى، مديرة مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط، أنّ “الحكومة ككل ليست مؤهلة لمواجهة التحديات على المدى الطويل، في ظل غياب التوافق السياسي حول كيفية إخراج البلاد من الفوضى”.

من جهتها اعتبرت الناشطة السياسية سارة اليافي أنّه “عندما تكون الدولة من بين أكثر ثلاث دول منهارة اقتصادياً في التاريخ المعاصر، لا يمكن أن نعين وزيراً للسياحة ولا وزيراً للشباب والرياضة. بل نعيّن 12 وزيراً مستقلاً”.

ولفتت إلى أننا “بحاجة لخبراء اقتصاديين وماليين يعملون 24 ساعة للخروج من الأزمة”.

المصدر: أ ف ب

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us