جلسة تشريعية “ساخنة” اليوم.. ولودريان في بيروت قريبًا

أخبار بارزة, لبنان 21 شباط, 2022

جاء في “الجمهورية“:

أنظار العالم مركّزة على طبول الحرب التي تقرع بين روسيا وأوكرانيا. وأنظار المنطقة مركّزة على محادثات فيينا النووية التي اقتربت مبدئياً من لحظة الحسم. وأنظار اللبنانيين مركّزة على الدولار وأوضاعهم المعيشية والملاحقات القضائية والانتخابات النيابية والجلسة التشريعية التي ستخطف الأضواء اليوم وغداً. واستبعدت اوساط متابعة انحراف الجلسة التشريعية نحو سجالات سياسية على خلفية انتخابية، او السعي في محاولة أخيرة، إلى إدخال تعديلات على القانون في ربع الساعة الأخير، لأنّ أي محاولة من هذا النوع يعني تطييراً للاستحقاق الانتخابي. علماً انّ نجم الجلسة سيكون قانون المنافسة وقانون السلطة القضائية المستقلة.

على رغم انشغال العالم بالأزمة الروسية – الأوكرانية، حضر الملف اللبناني على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، في لقاء جمع وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بوزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، الذي لفت الى «أنّهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا، كما ناقشا موضوع إيران ومنطقة الساحل ولبنان». كذلك عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً مع لودريان على هامش المؤتمر نفسه، وتمّ الاتفاق على استكمال البحث خلال زيارة يقوم بها الأخير الى لبنان قريباً جداً.

وفيما عاد ميقاتي من ميونيخ مساء امس، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ لودريان سيزور لبنان مطلع الاسبوع المقبل، في حال لم تتطور الأوضاع في اوكرانيا عسكرياً، وسط التكهنات بأنّ الإجتياح الروسي لها باتت على قاب قوسين او أدنى، في ضوء التوتر القائم في الإقليم المتمرّد على الدولة الذي تدعمه موسكو، نتيجة تحدّر قاطنيه من أصول روسية.

وكان لميقاتي ايضاً لقاء مع وفد من الكونغرس الأميركي المشارك في مؤتمر ميونيخ، ويضمّ السيناتور كريس مورفي والسيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن. وكذلك التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، فوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي دعا جميع الدول الى «دعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخّل أي دولة في سياساته الداخلية»، مشدّداً على أنّ القيادة الايرانية تؤكّد ضرورة تعزيز العلاقات بينها وبين لبنان وايران في المجالات السياسية والاقتصادية.

وفي حين ما زالت الترشيحات النيابية والتحالفات خجولة نسبياً، وكأنّ لبنان لم يدخل بعد في مدار الانتخابات، استعاد المناخ السياسي سخونته رغم برودة الطقس، مع الإدّعاءات القضائية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والتي تراجعت حدّتها في نهاية الأسبوع المنصرم، من دون ان يُعلم ما إذا كانت ستُستأنف هذا الأسبوع ام انّ هناك هدنة سياسية آنية وغير معلنة، خصوصاً انّ ادّعاء القاضية غادة عون على عثمان أشعل سجالاً واسعاً مع العهد.

وقد انسحبت السخونة القضائية – السياسية على الوضع الأمني الحدودي مع حرب المسيّرات بين «حزب الله» وإسرائيل، في ظلّ المخاوف من ان تشتعل الجبهة الجنوبية، بالتزامن مع محادثات ترسيم الحدود والاقتراحات التي نقلها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين إلى المسؤولين اللبنانيين، وقيل انّها إيجابية ويمكن البناء عليها، ولم يُعرف ما إذا كان التصعيد الحدودي يرتبط بهذه المحادثات أم بمفاوضات فيينا التي دخلت في فصلها الأخير.

وفي هذا الوقت، يتحضّر مجلس النواب لجلسة تشريعية اليوم وغداً، كما يتحضّر مجلس الوزراء لجلسة كهربائية الاربعاء في السرايا، تتناول خطة وزير الطاقة وليد فياض، ما يعني انّ هذا الأسبوع سيكون حافلاً نيابياً وحكومياً بدءاً من مشاريع القوانين الإصلاحية المطلوبة بشدة دولياً، وفي طليعتها المشروع المتعلق باستقلالية السلطة القضائية، وليس انتهاء بملف الكهرباء الذي يبدو انّ ميقاتي عازم على وضعه على السكة الصحيحة.

الى ذلك، يستقطب قانونا المنافسة واستقلالية القضاء الإهتمام في الجلسة النيابية التي تُعقد اليوم وغداً، وسط ترقّب لمواقف الكتل منهما.

وقالت اوساط سياسية مواكِبة لجدول أعمال الجلسة لـ«الجمهورية»، انّ الكتل النيابية ستكون أمام اختبارٍ للنيات حيال هذين القانونين المفصليين، الذي ينهي أولهما الحماية للوكالات الحصرية، مع ما يعنيه ذلك من تهديد مصالح شركات كبرى تتمثل في المجلس عبر لوبي نيابي عابر للإصطفافات السياسية والطائفية. واشارت هذه الاوساط، إلى انّ المحك الآخر ينطوي على اختبار صدقية القوى السياسية في تحقيق استقلالية القضاء وتحريره من التدخّلات في شؤونه، متسائلة عمّا إذا كانت تلك القوى ستتنازل عن احد امتيازاتها وتمنح القضاء استقلالية حقيقية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us