في الذكرى الثانية لانفجار 4 آب.. ملاحي لـ “هنا لبنان”: “دمنا مش أغلى من دم إخواتنا”


كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان”:

لم تنشف دماء شهداء انفجار 4 آب تحت ركام المرفأ، حتى أتى انهيار أهراءات القمح، ليغطي آخر آثار بقايا الضحايا وما بقي منه. فاجعة أليمة دمّرت لنا عاصمتنا بيروت، وأوقعت مئات الجرحى والضحايا.

رجال فوج إطفاء بيروت، مع وردة الفوج الضحية سحر فارس، كانوا أوّل من هبّوا لإطفاء الحريق الذي تصاعد دخانه من المرفأ. رالف ملاحي، أحد شهداء فوج الإطفاء، ذو العينين الخضراوين وصاحب الروح المرحة قضى في انفجار 4 آب مع رفاقه وفدى بدمائه وطناً، كان يحلم أن يبقى فيه، ولكن كانت رسالة التضحية أقوى.

سنتان مرّتا، ولا حقيقة ملموسة أو مكشوفة. سنتان مرّتا ولا خبر يثلج قلوب أهالي الضحايا.

في الذكرى الثانية لانفجار 4 آب، ماذا يقول شقيق رالف ملاحي، دافو ملاحي عن جديد تحقيقات انفجار المرفأ؟ ماذا عن ذكرى 4 آب وكيف علق على انهيار الأهراءات؟

أوضح ملاحي لـ “هنا لبنان”، أنّ التحقيق متوقف حالياً، نظراً لطلب الرد المرفوع من قبل النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر ضدّ القاضي طارق البيطار، المكلف بملف انفجار المرفأ، وهو ما كف يد القاضي بيطار مؤقتاً عن ملف التحقيق. كما أنّ لعبة التشكيلات القضائية والتقسيمات الطائفية التي يحاول السياسيون إلهاء الأهالي والرأي العام بها لمحاولة معمعة وإطالة مسار التحقيق لعبة فاشلة، لأنه ولو كان هناك من تشكيلات قضائية قريبة، يستطيع القاضي إكمال عمله لحين تسليم القاضي الآخر. والأهالي واثقون من مصداقية القاضي بيطار ويدعمونه حتى آخر المطاف لإيجاد الحقيقة وكشف ومحاسبة المتورطين.

وأضاف، أنه من الضروري إصدار القرار الظني بأقرب وقت لمواجهة أصحاب العلاقة والمجرمين الذين فجروا بيروت، وقال أن ملكية المواد المتفجرة (أي نيترات الامونيوم)، معروفة لأيّ جهة سياسية. ولكن هناك تهرب ومعمعة “لإنو الموس وصل عرقبتن”.

وكشف ملاحي، أنّ الأهراءات منذ صدور قرار هدمها، كان الدخان يتصاعد منها، في محاولة لتدميرها وإخفاء آثار الجريمة على مراحل، لعدم تشكيل صدمة لدى الرأي العام وأهالي الضحايا الرافضين لقرار هدمها، لاعتبار أن هدمها يشكل طمساً للحقيقة وإخفاءً لآثار الجريمة والدلائل لعلّها تغيّر شيئا في مسار التحقيق. وأضاف ملاحي بغصة، إنّ تحت ركام الأهراءات، أشلاء من الضحايا تركت لمصيرها وقال “في شقف لإخواتنا تحت”.

وأصر ملاحي على أن هدم الأهراءات خطة متوافق عليها من الشركاء بالجريمة لطمس الحقيقة وإخفاء معالم وآثار لا بد من تغييرها لتضليل مسار التحقيق. وقال أنه ما من صدفة تشعل النيران في الأهراءات ولا دخل لفصل الصيف كما علق بعض السياسيين “سنة الماضي كانت أشوب من السنة وما ولعو الأهراءات!”. وأسف ملاحي أن المجرمين وصلوا لما يبغون وهو هدم الأهراءات، وما من حسيب ولا رقيب عما يحصل في المرفأ.

وعن التحرك الذي دعا إليه أهالي شهداء المرفأ، قال ملاحي أن التجمع سيبدأ عند الرابعة من بعد ظهر يوم 4 آب، أمام مركز فوج الاطفاء، ومن ثم هناك بيان سوف يتلوه أهالي ضحايا انفجار المرفأ، ومسيرة نحو تمثال المغترب وسوف يتم إحياء الذكرى أمام تمثال المغترب ومن بعدها هناك دقيقة صمت عند الساعة السادسة مساءً. ومن ثم سوف تتلى أسماء الـ 235 شهيداً الذين سقطوا جراء الانفجار ومن ثم هناك فعاليات وكلمات لرؤساء ومسؤولين، وكلمة للشاعر حبيب بو أنطون. وسوف نطلق قسماً بمناسبة مرور سنتين على الحادثة الأليمة، سوف يتحول بصمة تذكر الرأي العام بهذه الحادثة.

ووجه ملاحي رسالة للسياسيين، سائلاً إياهم عمّا إذا تعرّض أحد من أولادهم أو أقربائهم لمثل هذه الحادثة، ماذا سيكون ردهم؟ وكيف ستكون ردة فعلهم؟ ودعا السياسيين لاحترام أرواح الضحايا الذين سقطوا وأرواح ضحايا فوج إطفاء بيروت.

وعما إذا كانت هناك تهديدات تصل إلى أهالي الضحايا، علق ملاحي قائلاً: “دمنا مش أغلى من دم إخواتنا”، ولا تهديدات حتى الساعة.

إذاً، لا جديد في قضية انفجار المرفأ التي ستبقى ذكرى أليمة، محفورة في الذاكرة الجماعية للبنانيين والعالم الذي أطلق عليها اسم “بيروتشيما”، نظراً لتشابهها مع انفجار “هيروشيما”.

وكرسالة أخيرة نقول، الحق لن يموت، والحقيقة ستكشف عاجلاً ام آجلاً، ولا شيء سيقف أمام إيجاد الحقيقة التي ننتظرها جميعنا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar