جعجع لـ”ICI BEYROUTH”: عون سيغادر بعبدا في 31 تشرين الأوّل ومرشحنا الرئاسي هو ميشال معوّض

جدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع التأكيد على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسة 13 تشرين الأول، مستبعداً تحقيق ذلك، ومشيراً إلى أنه من الشواذ العمل على تشكيل حكومة في المهلة الدستورية المحددة للاستحقاق الرئاسي. ورأى أن مسألة ترسيم الحدود البحرية لن تحل قريباً لأنها معقدة أكثر مما يراها البعض.
هذه المواقف أطلقها جعجع في مقابلة لموقع “Ici Beyrouth”، وقال: “نهاية العهد كمساره خلال السنوات السابقة ما من شيء فيه منظم ومنطقي إلى جانب عدم اتباع أسس واضحة لذا تتبدّل الأوضاع بشكل مفاجئ، وبالتالي لا يمكن تكهّن الوضع الحكومي لأن الأمر متعلق بمصالح بعض الأفراد وإمكانية تأمينها، علماً أن الثنائي الشيعي يضغط كثيراً لتشكيل حكومة باعتبار أنه لا يريد إجراء انتخابات رئاسية خلال المهلة الدستورية في الوقت الذي لا نعرف إذا كان الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل سيتجاوبان معه أن لا على خلفية أن المسألة مرتبطة بحجم المكاسب التي سيحققانها من هذه الحكومة”.
وأكد “أن لا إمكانية لتشكيل حكومة “وحدة وطنية”، علماً أنها تطرح الآن كما في كل الأوقات، فهي مرفوضة من قبل “القوات اللبنانية” ولن تشارك فيها ولو أنهم يتمنّون ذلك لمنحهم فرصة تشكيل “حكومة وحدة وطنية” “يجيبونا منظر فيا” فيما هم سيملكون فيها الأكثرية ما يسمح لهم بالاستمرار في تصرفاتهم الخاطئة”.
تابع: “يسعون في الوقت الراهن إلى تعويم الحكومة الحالية وإعادة النظر في تقسيم الحصص والمناصب. في وقت يعدّ من الشواذ العمل على تشكيل حكومة في المهلة الدستورية المحددة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
رداً على سؤال، رأى “رئيس القوات” أنه “في حال وصلنا إلى الفراغ الرئاسي، ستنتقل صلاحيات الرئيس إلى حكومة تصريف الأعمال وفق كل الاجتهادات الدستورية والأعراف وآراء معظم القوى السياسية باستثناء “التيار الوطني الحر” الذي يوحي بأننا سنكون أمام “فراغ في السلطة”. وأوضح أنه “ما من شيء اسمه فراغ في السلطة بل استمرارية المؤسسات، وبالتالي تنتقل الصلاحيات حكماً من رئيس إلى آخر وفي حال الشغور إلى الحكومة”.
أما عما إذا كنا سنشهد انتخاب رئيس جديد في جلسة “13 تشرين”، فشدد جعجع على وجوب انتخاب رئيس في هذا التاريخ ولكن استبعد نجاح ذلك لأن فريق السلطة الحاكمة لا يريد الانتخابات حالياً في ظل عدم توافقه على اسم مرشح.
أضاف: “عبثاً نضيّع الوقت في البحث عن حكومة في حين تفصلنا 3 أسابيع عن انتخاب رئيس جديد، من هنا تقع علينا مسؤولية كبيرة كمعارضة بكل أطيافها لتحقيق ذلك بما أن الفريق الآخر، الذي أوصلنا إلى هذه الحال، يسعى إلى التعطيل”.
جعجع استغرب “تصرّف بعض قوى المعارضة الذين لم يتخذوا قرارهم بعد ولم يتوّحدوا على مرشح واحد لأسباب نجهلها رغم أن هناك شخصية تنطبق عليها كل المواصفات المطروحة في وقت يدعون دائماً إلى إجراء الانتخابات قبل انتهاء المهلة الدستورية”.
وإذ جدد التأكيد أن “القوات” ستصوّت في الجلسة المقبلة لمرشّحها النهائي النائب ميشال معّوض، اعتبر جعجع أن “من يضع ورقة بيضاء أو أوراق ضائعة يساهم، ولو بنية غير سيئة، في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، فيما نحن بأمس الحاجة إلى رئيس يملك مشروعاً واضحاً لقيادة العملية الإنقاذية”.
أردف: “معوض ليس مرشحنا كقوات، إذ كان الأجدى بنا أن نخوض المعركة بمرشح “منا وفينا” خصوصاً أننا أكبر حزب مسيحي في الوقت الحاضر، ولكننا نرغب بتسهيل عمل المعارضة التي اتفقت على اسم معوض فسرنا به، ولا سيما أنه يتمتع بكل المواصفات المطلوبة من الرئيس الجديد. المعارضة بثلثيها توحدت على معّوض الذي ينطلق من 40 صوتاً لذا بات مطلوباً من الثلث المتبقي السير به”.
عما إذا كانت “القوات” اختارت معوّض لقطع الطريق أمام الوزير السابق سليمان فرنجية، قال جعجع: “لسنا ضد فرنجية بالشخصي ولكنه يمثل الخط والمشروع الآخر ولا يمكن التصويت له.”
وعن إمكانية إيصال رئيس توافقي بين كل القوى، جزم أنه “من غير الممكن التوافق مع “التيار” و”حزب الله” على رئيس فكيف سيتم التفاهم ونحن لدينا طروحات مغايرة ومشاريع مختلفة، وبالتالي هذا الأمر “لن يحدث” وفي حال حصل سنكون أمام رئيس صوري “مش طالع منو شي”.
أما بالنسبة للتواصل مع النواب السنة، فأكد جعجع أن “هذا التصرّف يأتي في سياق طبيعي كونهم في صفوف المعارضة، خصوصاً أننا نتعرّف على الجدد منهم ونتناقش معهم ونسعى إلى إقناعهم بانتخاب معوّض في الجلسة المقبلة”.
ولجهة العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أجاب ممازحاً: “متفقون دائماً ومختلفون دائماً، وهذه الديمقراطية بحد ذاتها”.
ورداً على سؤال عن مغادرة الرئيس عون قصر بعبدا في 31 تشرين الأول، لفت إلى أنه “وفق المعلومات، الرئيس عون يتحضر للمغادرة في هذا التاريخ”.
وحول حصول صدامات ليل 31 تشرين الأول، علّق جعجع: “من المؤكّد لن نشهدها بين “التيار” و”القوات” ولا خوف منه حتى ولو تعرضنا لأي استفزاز، باعتبار أن الجيش اللبناني، بقيادته الحالية، والقوى الأمنية يمنعون أي تعدٍ من فريق لآخر”.
كذلك أشار إلى أن الواقع اللبناني مختلف عن السيناريو العراقي لأن الخلاف ليس بين حزبين أو بين أطراف الطائفة الواحدة بل أزمة بلد بحد ذاته تحتاج إلى “جمهورية” ككل للإنقاذ، لذلك تتطلب المرحلة رئيساً بأسرع وقت.
ورداً على سؤال، طمأن أن “لا أحد يهاجم المسيحيين ولا خوف على وجودهم، فالخطر مستمر عليهم منذ 2000 سنة، رغم أن الظروف تتبدّل لذا اعتدنا عليها، انطلاقاً من هنا علينا التمسك بأرضنا وقيمنا وثوابتنا بغض النظر عن صعوبة الوضع في لبنان”.
جعجع الذي اعتبر أن “ما حصل في الطيونة حادث وانتهى، على أمل اختتامه في القضاء كما يجب”، شدد على أن في لبنان ما من أحد يمكنه إنهاء أو إلغاء الآخر، مستبعداً أن نشهد حرباً في في الداخل اللبناني بل ستستمر بعض الاضطرابات”.
وبالعودة إلى “اتفاق معراب” الذي وضعه “رئيس القوات” في ظل ظروف ومعطيات معيّنة، لفت إلى أنه “في تلك المرحلة اضطررنا أن نتخذ هذا الاتجاه وإلا كنا أمام خيارات أسوأ”، مؤكداً أن لا “اتفاق معراب” آخر مع باسيل”.
عن مستجدات ترسيم الحدود البحرية، رأى أن “القصة معقدة أكثر مما يراها البعض ويعمل على أساس ذلك، فإيجاد حل فعلي لمسألة “خط العوامات” و”حقل قانا” أمر غير سهل، ولو أن كل المسائل لها حلول إلا أنها تحتاج إلى حكومة جدية تعمل عليها، وبالتالي لا أعتقد أن الترسيم قريب”.
أردف: “لا أسمح لنفسي أن أبدى آراء تقنية تحتاج إلى دراسات كثيرة، لأن مسألة الخطوط تتطلب تقنيين بامتياز، ولكن الحكومات المتعاقبة سبق وأعلنت
أنه على لبنان اعتماد الخط 23 بناء على استشارة أهم التقنيين ومصلحة الطوبوغرافيا في الجيش اللبناني ووزارة الأشغال”.
كما تطرّق جعجع إلى الإصلاحات الحقيقية، معتبرا انه “في ظل وجود هذه الحكومة وهذا الرئيس لا إصلاحات جدية، إذ أن المدماك الأول يبدأ بوقف التهريب على الحدود وتقليص أعداد الموظفين في الدولة الذين لا لزوم لهم ووقف الهدر في قطاع الكهرباء وتحسين الجباية”.
وشدد على أنه “علينا التمسك ببلدنا أكثر وأكثر فهو مريض يحتاج إلى الاهتمام، كما أن وطننا ليس فندقاً نقصده للرفاهية فقط”، خاتماً: “لما أمك تكون منيحة هي بتخدمك بس لما تمرض أنت لازم تخدمها”.
مواضيع ذات صلة :
![]() جعجع لمسؤولي الحزب: لتذكيرهم بالتزاماتهم السابقة | ![]() جعجع: ليترك أصحاب منطق “التهديد والوعيد” الحكم الجديد ينتشل البلاد من المأساة | ![]() جعجع: بعد 50 عاماً.. زمن الاستقواء والخطف انتهى! |