لبنان صديق للعالم… لكن قراره للبنانيين

لبنان 29 أيار, 2023

موقع لبنان وتميّزه الجغرافي حوّلاه إلى نقطة ساخنة على الخريطة الجيوسياسية ومحطّ تجاذبات إقليمية لامتناهية، ولّدت شعوراً لدى قسم من اللبنانيين بأن القرار يصنع في الخارج دوماً، مما ساهم في نشوء ثقافة قراءة مصالح دول الخارج والتموضع داخلياً وفق هذه المصالح. والأمثلة على ذلك كثيرة منذ زمن الإمارة إلى “حركة القناصل” في القرن التاسع عشر، وصولاً إلى يومنا هذا.

جزء من هذه النظرية صحيح، إذ إنّ لبنان البلد الصغير وسط الإقليم المتحرّك، بحاجة دائمة إلى مدّ جسور العلاقات مع الدول الخارجية والعمل معها، خصوصاً أن إحدى نقاط قوته هي انتماؤه إلى المجتمع الدولي الذي نتشارك معه قيم الحرية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير. لكن هذا الانتماء لا يمكن أن يكون إلا على قاعدة العلاقات الندّية ولا يجب أبداً أن يتحوّل إلى مشروع إملائي أو التحاقي، لأن مصلحة لبنان لا يقررها إلا أبناؤه.

وقد ثبت كيف أن خلاص لبنان في المراحل الحرجة رسمه اللبنانيون بأيديهم خلافاً لأجندات الدول المؤثرة، والأمثلة في تاريخنا الحديث أكبر شاهد على ذلك، من مواجهتنا مشروع الوطن البديل في 1975، إلى ثورة الأرز في 14 آذار 2005، إلى مواجهتنا الحالية لمحاولات تثبيت مرشح “قوى الممانعة” على كرسي الرئاسة.

علاقات لبنان وصداقاته الخارجية شريان أساسي وحياتي للبنانيين، وهي جزء من هوية اللبناني المنفتح على العالم والمؤمن بالتبادل الفكري والثقافي والتجاري، كما أن لبنان قطعة من الجنة على الأرض ومصلحته تقتضي تنشيط هذه العلاقات وتفعيلها بهدف جذب السياحة والاستثمار. لكن هذه الصداقات لا يمكن أبداً أن تكون على حساب المصلحة الوطنية، التي لن يؤمنها لنا أحد، لكن علينا أن نحققها بأيدينا.

المصدر: موقع القوات اللبنانية

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us