خروقات محدودة عند الحدود.. وإسرائيل: لا عودة لواقع ما قبل الحرب في الشمال

بعد هدوء حذر شهدته الحدود اللبنانية الجنوبية خلال اليومين الماضيين، سقطت اليوم الثلاثاء، قذيفة إسرائيلية قرب بلدة عيتا الشعب الحدودية، تحديدًا في منطقة الراهب.
وعلى الرغم من أن الهدنة الانسانية المؤقتة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة لا تشمل لبنان، إلا أن وقف النار انسحب على جنوب لبنان.
ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلة محيطة بالقطاع، اندلعت مواجهات يومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، لم تخرج عن حدود الاشتباكات الحدودية.
وفي السياق، يقول الصحافي علي الأمين إنّ “الهدنة قد تتحوّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ما ينعكس على لبنان، لكن الواضح أنّ مسألة الهدنة ستمتدّ، وأنّ مسار الأمور العسكرية قد اتّخذ مداه الأكبر، وبالتالي نحن ذاهبون إلى مسار أقلّ تدميرًا، وقد يأخذ بعدًا أمنيًا في غزة، أي استهدافات أمنية معيّنة واغتيالات”.
ويرى الأمين في حديثه لـ “هنا لبنان” أنّ “ما كان يجري في لبنان في معظمه هو عبارة عن عمليات لها طابع أمني عسكري، إذ إنّ 90 في المئة من الضحايا الذين سقطوا هم عسكريون وأمنيون وليسوا مدنيين، وبالتالي الأضرار الأساسية طالت إما مراكز أمنية وعسكرية تابعة للحزب وغير معلن عنها أو أشخاصاً تابعين للحزب”.
إسرائيل: سنستمر في القتال
أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، “أننا سنستمر في القتال، وجاهزون للتعامل مع التطوّرات شمالًا وجنوبًا”.
وقال في تصريح: “لا نستطيع العودة لواقع ما قبل الحرب في الجبهة الشمالية”، مشيرا إلى أن “عودة السكان إلى المنطقة الشمالية سيأخذ وقتًا طويلًا”.
كما أضاف هليفي قائلا: “اتخذنا قرارا صعبا بإجلاء السكان من المنطقة الشمالية… وسنخطط مع رؤساء السلطات لعودتهم وتوقيتها، من خلال الحوار وبناء على الإدراك بأننا لن نستطيع العودة للواقع الذي كان يسود هنا قبل نشوب الحرب”.
النزوح.. والتعويضات
لكن القصف المتبادل تسبّب بنزوح أكثر من 29 ألف شخص من المناطق الجنوبية، إلى مناطق أكثر أماناً.
وهذا النزوح، توقف نسبياً مع بدء الهدنة منذ أيام، فشدّ العديد من الهاربين من ويلات الحرب، رحالهم إلى بلداتهم ومناطقهم، بعدما استباحها القصف، ونال منها ومن الأرزاق.
وطال القصف مرافق مدنية، ومنازل وسيارات وطرقات، فضلاً عن حقول زراعية، ووفق المعلومات فقد أحرقت المعارك أكثر من 40 ألف شجرة زيتون، الأمر الذي دفع “حزب الله” إلى فتح باب التعويضات، محاولة منه الحد من أيّ غضب قد ينفجر في حاضنته إزاء الواقع الراهن.
إلا أن باب التعويضات الذي فتحه الحزب والذي أعلنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، أمس خلال كلمة ألقاها في بلدة عيتا الشعب في القطاع الغربي، لم يُحدّد ما إن ستقتصر التعويضات على الأضرار المباشرة، أي فقط المنازل والمباني، أم أنّها ستشمل أيضًا الحقول والمصالح التي تضرّرت لأكثر من شهر.
في حين لا يُخفى على أحد أنّ الدولة اللبنانية لا تملك القدرة على التعويضات جرّاء الأزمة الإقتصادية، كما أنّ حكومة تصريف الأعمال كانت قد أكّدت أن لبنان لا يريد الحرب ولا يتحملها، معتبرة أن قرار الحرب والتصعيد على الحدود الجنوبية بيد إسرائيل.
بينما تصاعدت المخاوف الدولية من أن تخرج تلك المناوشات عن حدود قواعد الاشتباك المعتادة، وتتوسع الحرب الإسرائيلية الفلسطينية إلى صراع إقليمي أشمل.