بكركي لن تسكت بعد اليوم.. والعلاقة مع باسيل إلى الوراء

لبنان 29 تشرين الثانى, 2023

يحاول رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل تحسين علاقته بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، إلا أن ملف قيادة الجيش وكيفية مقاربته أعاد العلاقة بينهما إلى الوراء، إذ ان مشهد الفراغ المرتقب في قيادة الجيش يقلق سيّد بكركي، الذي يعبّر عن استيائه الشديد في عظاته ومواقفه، من امتداد فراغ الموقع الأول إلى مناصب مسيحية هامة.

ويُحال قائد الجيش العماد جوزيف عون على التقاعد، في كانون الثاني المقبل، ويُفترض أن تقوم الحكومة بتمديد مهمته أو تعيين بديل عنه؛ منعاً للشغور في موقع قيادة الجيش، لكن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف الأعمال، وهناك معارضة مسيحية لقيامها بذلك في ظل الفراغ الرئاسي.

بكركي ستواصل صرخاتها

وفي هذا الإطار، نُقل عن البطريرك الراعي السعي الدائم وعدم التراجع، لتأمين التمديد منعاً للفراغ الثالث، لأنّ المسيحيين لم يعد باستطاعتهم تلقي الخسائر، خصوصاً أنه سمع أخباراً لا تطمئن كما ينقل المقرّبون، مفادها أنّ انتخاب الرئيس ما زال بعيداً، والتمديد لقائد الجيش يلاقي الصعوبات والعراقيل، الأمر الذي أوجد الهواجس لديه، لذا اتخذ القرار بعدم سكوت بكركي بعد اليوم، على أن تواصل صرخاتها حتى تحقيق ما تصبو إليه.

ووفق معلومات “هنا لبنان” سيتناول مجلس المطارنة الموارنة الذي يعقد أول أربعاء من كل شهر، ملف التمديد في قيادة الجيش، وسيكون حاسماً من ناحية أنّ المؤسسة العسكرية هي الوحيدة المتبقية، التي تحمي وتحافظ على إستقرار البلد، وأفيد بأنّ بكركي أبلغت المرجعيات السياسية موقفها وقرارها النهائي في هذا الإطار، منطلقةً من رفضها المسّ بالميثاقية، وعدم المضيّ في خيارات قد تتحوّل إلى أعراف، ولاحقاً من الوارد أن تفقد المسيحيين بعض مواقعهم، مع تشديدها على عدم انتقال صلاحيات قائد الجيش إلى رئيس الأركان، لأنّ هذا المنصب حصن ماروني مهم جداً، ترفض بكركي المسّ به.
باسيل رسب في الامتحان

في السياق، تقول مصادر سياسية المقرّبة من بكركي لـ”هنا لبنان”: “باسيل رسب أمام إصرار البطريرك الراعي على التمديد، مع قوى مسيحية عديدة رافضة للتعيين، وحرص الأطراف السياسية السنّية والدرزية وبعض الشيعة على عدم سلوك هذا الخيار، بل السعي لتأجيل التسريح ستة أشهر بقرار من مجلس الوزراء، وتجاوز وزير الدفاع بفتوى يجري الإعداد لها، وفي حال بقي التناحر الحكومي سينتقل الملف إلى مجلس النواب، لعقد جلسة تشريعية وفك عقدة هذا الملف قريباً”.

إلى ذلك، قالت مصادر قريبة من بكركي لـ”الشرق الأوسط” إنه “لا نقاش حالياً بين “التيار” والبطريركية بخصوص ملف قيادة الجيش باعتبار أن موقف كل من الطرفين بات واضحاً تماماً، لكن هذا لا يعني أن هناك قطيعة بينهما، وأن قنوات التواصل غير موجودة”، مشددة على أن “البلد في حالة حرب، وبالتالي لا يجوز تغيير قائد الجيش في ظروف كهذه”.

وأوضحت المصادر أن “ما تدفع باتجاهه بكركي هو انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، خصوصا أن المنطقة على أبواب تفاهمات وتسويات كبيرة لا يجوز أن يكون لبنان غير مؤثر فيها… وكلنا يعلم أن من يمثل لبنان هو رئيسه، وبالتالي استمرار حالة الشغور الرئاسي سيعني استمرار تجاهل لبنان ما يهدد بأن تأتي أي تسوية على حسابنا”.

من جهته، أكد نائب رئيس “التيار الوطني الحر” ناجي حايك أن “العلاقة بين التيار الوطني الحر وبكركي جيدة جداً، وقنوات التواصل معها موجودة ومفتوحة دوماً، وهناك محبة وود ولقاءات مستمرة بين باسيل والبطريرك، وبينه وبين النواب والمسؤولين في التيار”.

ولا ينكر حايك في تصريح لـ”الشرق الأوسط” وجود اختلاف بالآراء وتباين بوجهات النظر في ما يتعلق ببعض الملفات، لكن ذلك لا يُفسد للود قضية، “فنحن إلى جانب بكركي دائماً”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us