الراعي من الجنوب: كلنا إخوة في الوطن.. وطوبي لأبناء السلام!

لبنان 7 كانون الأول, 2023

بعد أسابيع من الحملة التحريضية التي شنّت على البطريرك الراعي على خلفية دعوته إلى “لمّ الصواني” لمساعدة أهل الجنوب النازحين والمتضررين من التوترات على الحدود الجنوبية جراء الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، تأتي زيارة البطريرك الراعي إلى الجنوب اليوم على رأس وفد من مجلس البطاركة الكاثوليك للتعبير عن تعاطفه مع أهالي الجنوب والنازحين.

 الراعي: نحن دعاة سلام
وقال البطريرك الراعي في كلمة من مطرانية صور المارونية: “السلام عطية إلهية والمنطقة تدفع ثمن حرب ضروس ليس فيها أي احترام لحقوق شعب وسنزور المراجع الإسلامية والمسيحية في المدينة كي نقول للجنوبيين نحن معكم وإلى جانبكم”، مضيفاً: القرى الجنوبيّة تعيش تبعات الحرب على غزّة وجئنا لنوجّه تحيّة إلى كلّ أبناء البلدات من دون استثناء وكنا نتمنّى زيارة مختلف البلدات لكن الأوضاع لا تسمح بذلك، الحرب المدمّرة غير محصورة في غزّة ونخاف من امتدادها وما نراه لا يخضع لأي شرعة دولية أو إنسانية ونريد السلام.
وشدّد: كلنا أخوة وأبناء بلاد واحدة كما كل اللبنانيين إخوتنا في الوطن.

برنامج الزيارة
وكان قد صدر عن المركز الكاثوليكي للإعلام ما يلي: “يقوم صاحب الغبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بزيارة تضامنية إلى الجنوب على رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك يرافقهم الأمين العام للمجلس الأب كلود ندره للتعبير عن تعاطفه مع الجنوبيين والنازحين.
وسيستهل البطريرك الراعي زيارته التفقدية من مطرانية صور المارونية عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الخميس على أن ينتقل بعدها إلى مطرانية الروم الكاثوليك ويتخلل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الروحية الإسلامية والمسيحية في المنطقة.

أبو كسم: الزيارة إنسانية والقلق على الجنوب بأكمله
وفي حديث لصوت لبنان 100.5، أشار مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم الى أن زيارة البطريرك الراعي الى الجنوب تقررت منذ أسبوعين بهدف التضامن مع الأهالي، وستكون زيارة انسانية تشمل مناطق جنوبية عدّة ولكن بعيدًا عن المناطق الحدودية.
ولفت الى أن اللقاء سيكون في مدينة صور مع المطرانية المارونية ومطرانية روم الكاتوليك وسيجتمع الراعي مع الفعاليات الروحية في المنطقة.
وختم: ” القلق ليس فقط على المسيحيين انما على الجنوب ولبنان بأكمله وموقف الراعي في عظاته أسبوعيًا يؤكد ذلك.”

ندره: الكنيسة إلى جانب أبنائها
كما أشار الأمين العام لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الأب كلود ندره إلى أن زيارة البطريرك الراعي للجنوب كانت مقررة مسبقاً لكنها تأجلت بسبب تواجده في روما.
ندره وفي حديثٍ عبر صوت لبنان قال: “زيارة البطريرك تهدف أولاً الى الإعراب عن حضور الكنيسة الى جانب أبنائها وثانياً للتأكيد أنّ لبنان لا يجب أن يتحمل وحده نتائج الحرب الدائرة في غزّة”.

رؤساء بلديات وفاعليات القرى الحدودية المسيحية: نتمنى على الراعي أن يزور بلداتنا
صدر عن رؤساء بلديات وفاعليات بلدات رميش وعين إبل ودبل البيان الآتي: “تعليقاً على الزيارة التي يقوم بها غبطة أبينا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمدينة صور تحت عنوان التضامن مع الجنوب، نبدي سرورنا واعتزازنا بهذه الزيارة التي نرجوها مباركة ومثمرة، لاسيما وأن غبطته اطلق سلسلة مواقف مهمة ومعبّرة حيال ما يتعرض له الجنوب ومن ضمنه بلداتنا وقرانا من اعتداءات اسرائيلية ومن انتهاكات تترافق مع نزوح يقارب احيانا التهجير. وإننا في المناسبة، نتمنى من صميم قلوبنا لو ان زيارة صاحب الغبطة مع صحبه الكرام، تشمل البلدات نفسها التي تضم الرعايا التابعة للكنيسة المارونية والكنائس الشقيقة، كي يشعر الأهالي ومن بقي منهم بالعناية الروحية والمعنوية المرجوة”.
وأضاف البيان: “ان زيارة صاحب الغبطة لتفقد الرعايا ميدانيا متاحة امامه، لاسيما، وان قسما من الاهالي ما زال فيها إلى جانب الكهنة، والقسم الآخر يتوافد اليها بشكل دائم لتفقد الاهل والبيوت والاملاك. اننا اذ نقدر المحاذير الأمنية المفترضة، لكن الأكيد ان البلدات بحد ذاتها لم تتعرض للقصف والرمايات، التي تستهدف احيانا محيطها ومشاعاتها في اطار تبادل النيران والاعتداءات الإسرائيلية بحجة الرد على الرمايات التي تنطلق من محيط بلداتنا. إننا باسم الأهالي نتمنى على صاحب الغبطة ان يشرّف بلداتنا بزيارة تحلّ معها بركته الأبوية، لأن ذلك يشكل مدعاة ارتياح عميق وتشجيعا استثنائيا على الصمود في ارضنا، لنبقى دائما خلف راعينا وسائر الرعاة الافاضل، علامة لحضورنا في الأرض التي وطئها السيد المسيح”.

 ملف قيادة الجيش حضر في مجلس المطارنة الموارنة
وقبل توجهه إلى الجنوب ترأس البطريرك الراعي الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة الذي لم يغب عنه موضوع قيادة الجيش والرئاسة الأولى وبيان “حركة حماس” حول إطلاق “طلائع طوفان الأقصى” من لبنان لتحرير القدس. وقد شدّد بيان مجلس المطارنة الموارنة على عدم السماح بأن يهدد الفراغ مركز قيادة الجيش، وعبّر عن “الحزن العميق للحرب التي تدور في غزة بمآسيها الفظيعة وويلاتها المرعبة بعدما كانوا قد تبصّروا خيرًا في الهدنة التي استمرت ستة أيام”.
وهذا نص البيان:
1- يعبّر الآباء عن حزنهم العميق للحرب التي تدور في غزّة بمآسيها الفظيعة وويلاتها المرعبة وكانوا قد تبصّروا خيرًا في الهدنة التي استمرّت لستّة أيّام. ويشجب الآباء أن تنفتح جبهات جديدة في جنوب لبنان لأيّ فصيلةٍ من الفصائل الفلسطينيّة لأنّه إنتهاكٌ لسيادة لبنان كدولةٍ مستقلّة. ويذكّرون أنّ قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانيّة وحدها لما له من تبعات على كامل الشعب اللبنانيّ.

2- يعتبر الآباء أنّ الدولة اللبنانيّة التي من حقّها الحصريّ أن تأخذ قرار الحرب والسلم، يجب أن تكون مكتملة الأوصاف بمؤسّساتها الدستوريّة، وأن يكون لديها أداة ٌ فعّالة للدفاع عن البلاد وأهلها. وهذا دور الجيش الذي ينبغي أن يُحافظ عليه كمؤسّسة دستوريّة أساسيّة، وُساند في وحدته وقيادته والثقة به، ولا يُسمح للفراغ أن يهدّد مراكز القيادة فيه. كما يجب أن يُعطى كلّ الوسائل الضروريّة من أسلحة ومعدّات وغيرها كي يتمكّن من القيام بواجبه في المحافظة على الدولة والمجتمع بنشر الأمن والسلام والإطمئنان لكلّ الشعب اللبناني.

3- يخشى الآباء أن يؤدّي تغيّيب رأس الدولة مزيد من الإستفرادات بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شلّ الجيش، والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان كساحة في صراعات عسكريّة إقليميّة وفتح حدوده وساحته مجدّداً أمام السلاح غير اللبنانيّ؛ كلّ ذلك هو خروج فاضح على الميثاق وعلى اتّفاق الطائف الذي أعاد السلم الداخلي والخارجي إلى لبنان. وهم يطالبون بكلّ إلحاح دولة رئيس المجلس النيابيّ والسادة النوّاب بانتخاب رئيسٍ للدولة يملأ الفراغ في السدّة الأولى. كما يطالبون دولة رئيس الحكومة بشجب هذه التعديات والتصدي العاجل والحازم لها، على كلّ المستويات السياسيّة، والأمنيّة، والديبلوماسيّة العربيّة والدوليّة.

4- يتمنّى الآباء ونحن على أبواب الأعياد المجيدة، أن يستقرّ الوضع في الجنوب ويعود السلام إلى قراه الموجودة على الشريط الحدودي، لكي يتسنّى لكل بيت أن يعيش فرح العيد وينعم ببهجة أنواره، ولكي يتمكن ابناؤنا المنتشرون في العالم من القدوم إلى لبنان والاجتماع بأهاليهم؛ فلبنان يعوّل على قدومهم فهم الأساس والدعم في خلق جوٍّ من الاستقرار الاقتصاديّ والاجتماعيّ.

5- بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، يصلّي الآباء حتى ينعم وطننا الحبيب لبنان بالسلام والأمان والاستقرار، فيشرق كيانه من جديد عبر تمسّكه بحياده، ويعبر من الظلمة إلى النور بعيدًا عن التشرذم، والحقد، والضغينة والإجرام. فليشعّ نور المسيح القادم لخلاصنا في قلوب الجميع وفي حياة كل من ناضل ويناضل للحفاظ على وطن حرٍّ ومستقلّ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us