الرئاسة إلى السنة الجديدة.. وحركة ديبلوماسية في بكركي

لبنان 20 كانون الأول, 2023

لا شيئاً متوقعاً حصوله على مستوى الاستحقاق الرئاسي في خلال الايام المتبقية من السنة الحالية التي ستقفل على انتظار عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بصفته الرئاسية الفرنسية، وكذلك بصفته موفداً للمجموعة الخماسية العربية ـ الدولية في جولة جديدة، مستفيداً مما يكون قد تجمّع لديه من معطيات من خلال زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الاخيرة للبنان، ومما تجمّع من معطيات لدى عواصم الخماسية حيث انه سيزور الرياض وربما الدوحة وهو في طريقه الى بيروت، خصوصاً انّ الخماسية وسّعت اهتمامها بلبنان ليشمل موضوع تنفيذ القرار الدولي 1701 لأنّ لودريان كان قد أثاره مع جميع الذين التقاهم في زيارته الاخيرة تماماً كما فعلت كولونا قبل يوم.

وفي هذه الاجواء تستقطب بكركي اليوم حركة ديبلوماسية لافتة أعقبَت حراك عدد من سفراء “لقاء باريس الخماسي” من أجل لبنان باتجاهها.

وعلمت صحيفة “الجمهورية” انّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيلتقي اليوم على التوالي كلّاً من السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا والسفيرة الاميركية دوروتي شيا.

وكشفت مصادر روحية وديبلوماسية لـ”الجمهورية” ان لدى بكركي كثيراً من الكلام الذي لم يتسرّب بعد. وان اللقاءات الديبلوماسية أنتجَت اكثر من مقاربة انعكست ايجاباً على القراءات الدولية والاقليمية الجديدة، ولا بد من ان تأخذ طريقها في النهاية الى المراحل التنفيذية والتي يمكن ترجمتها بخطوات لم تعلن بعد في اكثر من عاصمة عربية وغربية معنية بالملف اللبناني، وبأدق التفاصيل ولا سيما منها المتعلقة بالوضع في جنوب لبنان والاستحقاقات الدستورية والسياسية الكبرى.

وقال مرجع سياسي بارز انّ رئيس الحكومة ينتظر من وزير الدفاع ان يقدّم في اي وقت من الآن وحتى نهاية السنة المقترحات اللازمة للتعيينات العسكرية حتى يتم إقرارها في مجلس الوزراء، فإذا لم يُقدم على هذه الخطوة فإنّ ميقاتي سيُبادر الى اقتراح هذه التعيينات مطلع السنة الجديدة وطرحها في مجلس الوزراء لإقرارها.

نصائح دولية

إلى ذلك تلقّى المسؤولين اللبنانيين في الأسابيع الأخيرة عبر قنوات دبلوماسية، وخلال لقاءات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في زيارته الأخيرة الى المؤتمر ومشاركته في مؤتمر حول المناخ، نصائح دولية بأن استعجلوا في انتخاب رئيس، قبل أن تؤدي المستجدات في المنطقة الى تجميد هذا الملف لأشهر إضافية، كون أن العالم المنشغل بهذه المستجدات لن يبقى ينتظر لبنان لمساعدته، وهو سيسقط من أجندة الاهتمام الخارجي، وهذا بالطبع سيفتح الأمور على كل الاحتمالات التي سيكون في وقتها أحلاها مُرّ.

وفي هذا السياق فإن مصادر سياسية متابعة لم تعد ترى من مبرر في الاستمرار في اعتماد الأبواب المقفلة، وانه لا بد من التحاور والتفاهم للخروج من المأزق الرئاسي، لأن الخارج الذي أخفق في المساعدة منذ شهور عدة، لن يقدّم لنا الحلول السحرية، وهو ينتظر ما نحن فاعلون لكي يمدّ لنا يد العون، مشيرة لـ”اللواء” الى ان وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا التي عّرجت في حديثها مع من التقت بهم في بيروت على الملف الرئاسي من دون أن تقدم أي أفكار، تاركة هذه المهمة للودريان، لكن حديثها جاء من باب إسداء النصح بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس قدر الإمكان لأن المنطقة على فوهة بركان، وان أي دعسة ناقصة من قبل أي طرف من الأطراف المعنية بالصراع القائم حاليا سيؤدّي الى انفجار حرب شاملة.

وتؤكد المصادر ذاتها ان الحل والربط في انتخاب رئيس في لبنان ليس في يد الفرنسيين وحدهم ولا في يد القطريين أيضا، نعم هذين العاملين يساعدان، لكن مفتاح الحل معروف أين هو موجود، في الولايات المتحدة وإيران، وهذا الأمر يعلمه الجميع، فانتخاب رئيس ربما يبقى متعذّرا ما لم تتأمّن له المناخات الأميركية والإيرانية الملائمة، وعدا ذلك يبقى مجرد مضيعة للوقت وارتفاع في منسوب عداد الشغور الرئاسي.

من هنا فان المصادر ترى ان الضوء الأخضر لانتخاب رئيس لم يُعطَ بعد دولياً، وأن هذا يحصل ضمن سلة متكاملة من الحل للكثير من الملفات المفتوحة في المنطقة، لافتة الى ان المسؤولين اللبنانيين لديهم القدرة على إنتاج رئيس من صنع لبنان في حال تركوا الرهان على الخارج وركنوا الى لغة الحوار بدلاً من سياسة الأبواب المغلقة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us