السنيورة بعد لقائه الراعي: لإبعاد لبنان عن الحرب.. وقوة لبنان في وحدة أبنائه

لبنان 2 كانون الثاني, 2024

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، الرئيس فؤاد السنيورة مترئساً وفداً من لقاء الازهر ووثيقة الأخوة الانسانية للتهنئة بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع الراهنة.

بعد اللقاء، قال السنيورة: “تمنينا لغبطته سنة مباركة، وأن يحمل العام الجديد السلام ونستعيد فيه النهوض السياسي والاقتصادي والمعيشي للبنانيين والمنطقة العربية ككل، وأملنا أن تتحد جميع الجهود كي نتجاوز جميع المشاكل الكبيرة التي نعاني منها”.
وأضاف: “نتذكر أيضاً في هذه المناسبة، ما يجري في غزة من أعمال إجرامية وإبادة جماعية أوقعت هذا العدد الكبير من الضحايا الشهداء الذين سقطوا. ونؤكد في هذه المناسبة على أهمية أن يبقى لبنان بعيداً من الاستدراج الى هذه المعارك العسكرية”.

وتابع: “لطالما وقف لبنان الى جانب القضية الفلسطينية ولا يزال اللبنانيون حريصون على أن يستعيد الفلسطينيون حقهم الطبيعي بدولة ووطن مستقل، لكن في الوقت عينه، اللبنانيون عانوا الأمرين والآن هم حريصون على ألا يستدرج بلدهم الى هذه المعركة العسكرية التي لن تغير شيئا أساسيا اذا انخرط لبنان في التوازنات العسكرية والتي ستلحق به دمارا كبيرا”.

وأردف: “لا أقول هذا الكلام من أجل التهويل فلبنان ما زال يعاني من آثار العدوان الاسرائيلي في العام 2006، كما من ثلاث أزمات مترافقة مع بعضها وهي أن لبنان لا يزال غير قادر على انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة المؤسسات الدستورية، إضافة الى الازمة الاقتصادية الخطرة جدا والتي تضغط على اللبنانيين وكذلك أزمة النازحين السوريين. هذه الازمات لا تسمح للبنان بأن يخوض معركة عسكرية في حين يحاول البعض استدراجه، لا سيما أن الرؤوس الحامية والتطرف الاسرائيلي يود ان يدفع بلبنان الى خوض هذه المعركة”.

وقال: “في العام 2006 كان لدينا ما يسمى بشبكة أمان حيث استطاع لبنان أن يتخطى النتائج السلبية للاجتياح الاسرائيلي آنذاك، وهذه الشبكة غير متوفرة الآن، وهذا الامر ينبغي أن يتولد عن موقف وطني عام يدفعنا باتجاه الحرص على عدم الانزلاق ولكن يستطيع لبنان مع اشقائه العرب الدفع باتجاه دعم القضية الفلسطينية سياسيا وديبلوماسيا واعلاميا، وهذا ما يمكن أن يقوم به من أجل حماية اللبنانيين”.

وأضاف: “لبنان كان يقوم على مقولة ان قوته في ضعفه، وآخرون يقولون إن قوته في مقاومته، والحقيقة إن قوة لبنان هي في وحدة أبنائه وحماية الوحدة الوطنية وتعزيزها، هذا ما يدفع بلبنان الى أن ينهض ويحقق ما يصبو إليه أبناؤه”.

وتابع: “الجميع يعلم أننا لم ننتخب رئيسا للجمهورية، والرئيس بحسب الدستور هو رئيس الدولة وكل السلطات ورمز وحدة الوطن لا فريقا لفئة من اللبنانيين بل لجميعهم والسلطات وهو الحامي للدستور والذي يحرص على توازن السلطات والتنسيق في ما بينها، وهو فوق جميع كل السلطات، ويجب أن ننتبه ولا نقزم دور الرئيس لنجعله لاهثا وراء مناصب أو وظيفة. رئيس الجمهورية هو الذي يجمع اللبنانيين فيشعرون جميعاً أنه هو الحامي لهم. هذا هو رئيس الجمهورية الذي يجب أن نحرص عليه في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم”.

وقال: “مقابل ما نحسه مما يسمى بالتشنجات والتعصب الذي بدأ يغزو الكثير من دول العالم، فإن لبنان القائم على فكرة العيش المشترك وتقبل الاخر هو النموذج الصحيح الذي يمكن أن نعطيه ليس فقط كلبنانيين بل للمنطقة العربية وللعالم، وهذا ما يجب ان نحرص عليه ونستعيد سيادة الدستور والقانون، وبالتالي نستعيد ثقة اللبنانيين بالمستقبل”.

وأضاف: “في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تسويات يجب أن نكون حريصين على الحفاظ على وحدتنا وبلدنا والتزامنا بأحكام الدستور واستعادة الدولة السيدة الحرة والمستقلة التي تبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية، ولا قوة الا قوة الدولة اللبنانية”.

ورداً على سؤال قال السنيورة: “إن التفاهم مع حزب الله على انتخاب رئيس يتم على أساس أن يكون الرئيس المقبل رئيساً لكل لبنان، رئيساً يشعر كل لبناني بأنه فعليا يضمن له حريته وسيادته واستقلاله”.

وعما إذا فرض “حزب الله” رئيسا، قال: “أعتقد أن حزب الله لا يستطيع أن يفرض رئيسا على اللبنانيين، وهذا الامر يجب أن يكون واضحا. نحن لا نقول رئيسا يحابي فريقا من اللبنانيين، بل على العكس، يجب أن يشعر حزب الله وباقي الاحزاب وكل اللبنانيين بأن هذا الرئيس هو الذي يحميهم، ويجب أن نفرّق بين رئيس ينتمي الى فريق فلا نكرر الخطا الذي ارتكبناه في العام 2016 ويجب أن ننتهي من هذه التسويات التي تؤدي في النهاية الى أخطاء ارتكبناها في الماضي، وفي هذه المرحلة يجب أن يشعر الرئيس الجديد بأنه مدعوم من كل اللبنانيين وانه لصالح لبنان”.

واستقبل الراعي رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه مهنئاً بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع الاقتصادية والمالية. وقد استبقاه الراعي الى مائدة بكركي.
على صعيد آخر، يترأس الراعي في التاسعة والنصف من قبل ظهر غد الاربعاء، الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة في بكركي، وعلى جدول أعماله شؤون كنسية ووطنية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us