أجراس لبنان تقرع لـ”مار شربل”.. موزاييك “الشفيع” رفع في الفاتيكان

لبنان 19 كانون الثاني, 2024

“قرعت الأجراس”، فها هي كنائس لبنان تحتفل برفع لوحة من الموزاييك، لقديس لبنان، مار شربل، في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

رفع اللوحة العملاقة التي كانت قد كرّست من قبل البابا فرنسيس قبل شهر تقريباً، يجدّد وهج رسالة لبنان ويعطي أملاً جديداً بأنّ بلد الإيمان والحضارة.

على أن يترأس مندوب البطريركية المارونية لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، قداساً بعد رفع اللوحة.
فيما سيحضر الحدث كل من كلاوديو غوجيروتي عميد مجمع الكنائس الشرقية، وهادي محفوظ رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية، والكاردينال ماورو غامبيتي كاهن البازيليكا، وفريد ​​الخازن سفير لبنان في الفاتيكان.
وسيكون بين الحضور أيضاً مجموعة تمثل أنطون صحناوي، الرئيس التنفيذي لبنك SGBL، الذي لعبت مساهماته السخية دورًا محوريًا في هذا الحدث.

وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قد زفّ هذا الخبر للبنانيين، خلال قداس الأحد، داعياً إلى وقفة صلاة وشكر وابتهال إلى الله لكي بشفاعة القدّيس شربل يمنح لبنان الاستقرار والسلام في الجنوب وفي غزّة، ويُلهم المجلس النيابي بانتخاب رئيس للجمهوريّة، ويحقّق أمنيات قداسة البابا فرنسيس الذي سمح بهذه المبادرة وشجّعها.

وطلب الراعي من المطارنة تكليف كهنة الرعايا ولجان الأوقاف بقرع الأجراس في جميع الكنائس بالتزامن مع رفع موزاييك القدّيس شربل، ولمدّة خمس دقائق.

أهم معجزات مار شربل

في تحقيق نشره موقع “آسي مينا” كشف قيّم دير مار مارون-عنّايا والمسؤول عن توثيق العجائب التي تُجترح بشفاعة مار شربل الأب لويس مطر، عن أهم 3 شفاءات وهي:

-الأعجوبة الأولى حصلت مع سيّدة مسيحيّة تعيش مع ابنتها في أبو ظبي. مرضت وأُدخلت المستشفى وتدهورت حالتها الصحيّة. لم تكن الابنة تعرف مار شربل لأنها من طائفة مغايرة. عرف أحد الأصدقاء أن والدتها مريضة، فأحضر لها صورةً وزيتًا وزنّارًا من دير مار مارون-عنّايا، وتحوّلت غرفتها إلى مزار. قالت الابنة لمار شربل: أنا لا أعرفك لكنني أطلب منك شفاء والدتي! من ثمّ، سقتها حنجور الزيت، فشُفيت أمّها وجاءت بها إلى لبنان كي تشكر مار شربل.
-الأعجوبة الثانية حصلت مع سيّدة لها ابنة طبيبة و3 شباب، انتشر مرض السرطان في جسمها بسرعة وبلغ المرحلة الرابعة. قصد ابنها المحبسة، وأخذ حفنة تراب من ضريح مار شربل، وأضافه إلى طعام والدته، فنامت مرتاحة. عند الصباح، وضع لها من هذا التراب في القهوة، فارتشفتها، وزال الألم. أجريت لها الفحوص اللازمة، فتبيّن أن مرضها قد اختفى. جاء أولادها إلى دير مار مارون-عنّايا لشكر مار شربل على نعمة الشفاء.
-الأعجوبة الثالثة حصلت مع صبيّ عراقي شيعي من كربلاء، كانت ساقه أقصر من الأخرى منذ ولادته، فاضطر إلى استخدام جهاز تقويمي كي يتمكّن من المشي. بعدئذٍ، نصح صديق لبناني ماروني يعمل في العراق والده بطلب شفاعة قديس عنّايا، قائلًا: مار شربل يستطيع شفاءه! فورًا، حمل الرجل ابنه، وجاء به إلى لبنان. صلّت عائلته أمام ضريح مار شربل، وطلب الصبيّ منه أن يشفي ساقه. بعد انتهاء الزيارة، وصلت العائلة إلى بوّابة الدير، فشعر الابن بأنه سيقع. وكانت المفاجأة! زاد طول الساق القصيرة! نزع الصبيّ الجهاز التقويمي ونظر إلى ساقَيْه، فوجدهما متوازيتين في الطول، وعاد إلى كربلاء وهو في قمّة السعادة. بعد 13 عامًا على تعافيه التام، اختار الطبّ مجال تخصّصه، وجاء والداه من العراق إلى لبنان لشكر مار شربل على شفاء ابنهم.

وأوضح الأب مطر أنّ “التراب الذي يأخذه المؤمنون من ضريح مار شربل، قال الأب مطر: إذا كان الإيمان بقدر حبّة الخردل، فهو يغيّر وجه الدنيا، موضحًا أن تراب ضريح مار شربل قلويّ يعني عندما يُغلى، يبلغ الرقم الهيدروجيني 8 في حين يبلغ هذا الرقم 7 أو 7:30 بالنسبة إلى سائر أنواع التراب الأخرى، وقد وصفه مار شربل للشفاء من الأمراض”.

من هو القديس مار شربل؟
ولد يوسف أنطون مخلوف سنة 1828 في بقاع كفرا (لبنان الشمالي)، وتربّى تربية مسيحيّة جعلته مولعاً بالصّلاة منذ طفولته.
ثم اقتدى بخاليه الحبيسَين في صومعة دير مار أنطونيوس قزحيّا، فمال إلى الحياة الرّهبانيّة والنسّك.
في العام 1851، غادر أهله وقريته وتوجّه إلى دير سيّدة ميفوق لتمضية سنته الأولى من فترة الترهّب ثم إلى دير مار مارون عنّايا حيث انخرط في سلك الرّهبانيّة المارونيّة، متّخذاً إسم شربل، أحد شهداء الكنيسة الانطاكية في القرن الثّاني.
وفي أوّل تشرين الثّاني سنة 1853 أبرز نذوره الاحتفاليّة في دير مار مارون عنّايا ثم أكمل دراسته اللاّهوتيّة في دير مار قبريانوس كفيفان-البترون.
في 23 تمّوز سنة 1859، سيم كاهناً في بكركي.
عاش الأب شربل في دير مار مارون عنّايا مدة ست عشرة سنة وفي 15 شباط 1875 انتقل نهائياً إلى محبسة مار بطرس وبولس التّابعة للدير.
عاش الأب شربل في المحبسة ثلاثاً وعشرين سنة وبعد وعكة صحيّة ألمّت به أثناء احتفاله بالقداس في 16 كانون الاول 1898 عاش فترة المونزاع دامت حتى عشية عيد الميلاد حيث توفاه الله في 24 كانون الأوّل سنة 1898.
بعد بضعة أشهر لوفاته، ظهرت حول القبر أنوار ساطعة فنقل جثمانه الذي كان يرشح عرقاً ودماً إلى تابوت خاص، وهناك بدأت حشود الحجاج تتقاطر لتلتمس شفاعته.
في العام 1925 رفعت دعوى اعلان تطويبه وقداسته إلى البابا بيوس الحادي عشر.
وفي العام 1950 فتح قبر الأب شربل بحضور اللجنة الرّسمية مع الأطباء فتحققوا من سلامة الجثمان.
وبعد أن تمّ فتح القبر تزايدت حوادث الشفاء المختلفة بصورة مذهلة وتقاطرت عندها جموع الحجاج من مختلف المذاهب والطوائف إلى دير عنّايا تلتمس شفاعة القدّيس.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us